هناك رأي يقول وجود طرف في مشكلة لا يمكن حلها بوجوده وفي نفس الوقت يذهب رأي معاكس تماما يقول لا يمكن حل مشكلة باستبعاد أي طرف منها. ومشكلة الإرهاب الباسط أطنابه في العالم العربي (كتمركز) أعيا الدول العربية مما جعل كلا منها تستنجد بالقوى الغربية لمحاربة هذه الآفة التي عصفت بالعالم، وهذا العصف الإرهابي المتواصل يجعلنا ممثلين للرأي الأول، إذ لا يمكن حل مشكلته في ظل وجود دول كبرى كطرف مشارك في الحل ومتزعم له كون الوقائع تؤكد أنها هي من صنعت داعش (سواء كانت صنيعة فعلية أو إهمال تمدد القاعدة في العراق تحت مسمى الدولة الإسلامية إبان غزو الأمريكان للعراق واحتلالها) وهي في نفس الوقت تلعب عدة أدوار، كل دور منها يسعى لتحقيق استراتيجية الفوضى الخلاقة فيصبح المستجير بها كمن يستجير من الرمضاء بالنار. وحين نقول أمريكا سنجد أن المواقف الغربية تدور في فلكها وليس أدل مما حدث من تراجع إيطالي وفرنسي مما يحدث في ليبيا، إذ أن موقفيهما كان مؤيدا لمحاربة الإرهاب على الأراضي الليبية وبعد ضربة الجيش المصري لمواقع داعش وموقف أمريكا من تلك الضربة تحول موقفهما المناصر لمصر إلى المرتبة الأقل مناصرة وظهرت المناداة بإيجاد حل سياسي، ونجد أن المناداة بالحل السياسي تتكرر في العراق وسوريا واليمن وليبيا، أي إبقاء اشتعال الفتنة بين أفراد الدولة الواحدة كي يفنوا بعضهم البعض. وأي مطالبة أممية بالقضاء على الإرهاب في ظل وجود أطراف مستفيدة من بقائه لن تحقق أي نتيجة تذكر، وقد ظهر تقاعس الدول الكبرى مبكرا وعدم رغبتها في ذلك (حتى وإن شكلت تحالفا للقضاء عليه)، فتقاعسها ظهر من خلال القصف بطائرات من غير طيارين وحمل تصريحها - منذ البدء - بأن الحرب على الإرهاب سوف تستمر لسنوات، وهو نفس التكتيك الذي اتبعته مع القاعدة في أفغانستان وإن نقص عنصر مهم وهو التواجد العسكري على الأرض.. الغرب الآن يمدنا بالسلاح لكي نجهز بعضنا على بعض وسوف ندفع له المليارات من أجل إعمار ما تلف من دولنا.. وفي كل حالتنا المتردية هو المستفيد. وعلى العرب (غسل) أياديهم من أي مساعدة غربية فاعلة تمكنهم من القضاء على الإرهاب وتصبح مهمة كل دولة محاربة إرهاب (إرهابييها) بمفردها.
مشاركة :