شن سلاح الجو الليبي أمس السبت غارات مكثفة على مواقع الإرهابيين بمحوري بو عطني والليثي في بنغازي. وكشف الناطق الرسمي باسم غرفة عمليات الكرامة ناصر الحاسي، أن طائرات سلاح الجو استهدفت عدة مواقع في معسكر 319 بمحور بو عطني وشارع الحجاز بمحور الليثي في بنغازي، وأضاف الحاسي أن سلاح الجو شن غارات مكثفة على تمركزات لتجمعات تابعة لعناصر ما يعرف بتنظيم داعش الإرهابي. ولفت إلى أن محور بو عطني 319 ومحور شارع الحجاز شهد اشتباكات عنيفة بين الجيش والوحدات المساندة له مع بعض الجيوب للجماعات الإرهابية. من جهة أخرى كشفت مصادر ليبية مطلعة أن أعضاء البرلمان الليبي طالبوا خلال اجتماعهم أمس في طبرق بالمبعوث الأممي الجديد مارتن كوبلر بضرورة مناقشة الترتيبات الأمنية قبل الشروع في تسمية أعضاء حكومة الوحدة الوطنية. ونقلت المصادر عن عضو البرلمان يوسف الفرجاني قوله إنّ أعضاء البرلمان طالبوا كوبلر بضرورة مناقشة الترتيبات الأمنية قبل المرور إلى تسمية أعضاء الحكومة، وأضاف الفرجاني أنّ الأعضاء انقسموا بين من طالب بإلغاء مبادرة المبعوث الأممي السابق برناردينو ليون برمتها وبين من دعا لضرورة إدخال بعض التعديلات عليها. وأوضح الفرجاني أنّ كوبلر نقل للنواب دعوة المجتمع الدولي لضرورة التوقيع على الاتفاق، كما طلب من النواب معرفة الأسباب التي تحول دون توقيع مجلس النواب على الاتفاق. وكان كوبلر قد وصل ظهر أمس السبت إلى طبرق في أول زيارة له يدشن بها مهمته في ليبيا. وكانت مصادر قد توقعت أن كوبلر سيحمل في زيارته تعديلات جديدة لمشروع الاتفاق السياسي الذي أنجزه سلفه ليون لاحتواء اختلافات الأطراف الليبية إضافة لمحاولة سد الثغرات التي اعترت الوثيقة، والتي تسببت في ردود فعل سلبية تجاهها من قبل كل الأطراف. على صعيد متصل نفى المرشح لرئاسة حكومة الوفاق الوطني فائز السراج نيته تشكيل حكومة منفى بتونس. وقال السراج في بلاغ نشره مكتبه الإعلامي، أمس: في الوقت الذي أؤكد على عمق العلاقات بين الأشقاء في ليبيا وتونس فإن ما نشرته صحيفة الشروق التونسية لا أساس له من الصحة نهائياً. في أثناء ذلك قال الإعلامي والمحلّل السياسي عيسى عبد القيوم، إنّ زيارة كوبلر لطبرق تأتي في إطار جس نبض مجلس النواب بخصوص تدخل أجنبي وشيك في ليبيا في حال فشل العملية السياسية، مشيراً إلى أن وجود كوبلر في حد ذاته في ليبيا حالياً ينذر بفقدان المجتمع الدولي لأمله في تشكيل حكومة وحدة وطنية وينذر بتدخل عسكري غربي وشيك في ليبيا. من جانب آخر قال رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني، الليلة قبل الماضية، إن مدينة طرابلس العاصمة الرسمية للبلاد باتت محتلة من قبل المجموعات والعصابات المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة. جاءت تصريحات الثني كأول تعليق رسمي له على الاشتباكات العنيفة التي شهدتها بعض مناطق طرابلس مؤخراً بين مجموعات مسلحة، تبادلت في ما بينها الاتهامات العلنية بشأن المسؤولية عن حوادث خطف واعتقالات غير قانونية. وأعرب الثني في بيان عن قلقه إزاء ما وصفه بالأحداث الجارية في طرابلس المتمثلة في أعمال العنف التي تمارسها المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون والتي نجم عنها مزيد من الدماء والخطف على الهوية. في غضون ذلك أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة، عبر موقعها عن تعيين سفيرها الجديد في ليبيا بيتر ويليام بود خلفا للسفيرة ديبورا جونز. وسرد الموقع مهام بود خلال مسيرته السياسية السابقة، حيث شغل مناصب في سفارات بلاده في بلغاريا، الدنمارك، نيبال، ألمانيا، باكستان، مالاوي، وعمل مساعداً للسفير في العراق ثم إلى نيبال قبل أن يعين سفيراً في ليبيا. إلى ذلك قالت مصادر حقوقية ليبية إن السلطات البريطانية أفرجت الجمعة عن صالح إبراهيم أحد أركان حكم القذافي والمقيم ببريطانيا منذ سقوط النظام بعد اعتقاله لساعات للتحقيق معه في ملف مقتل الشرطية البريطانية إيفون فليتشر عام 1984. وأوضحت المصادر أن إبراهيم اقتيد الخميس الماضي على خلفية حصول القضاء البريطاني على أدلة جديدة تتعلق بمقتل الشرطية البريطانية المتهم في مقتلها عناصر من اللجان الثورية التابعة للقذافي. وقالت إن إبراهيم كان يعمل بسفارة ليبيا بلندن لحظة إطلاق نار من قبل مجهولين أصاب الشرطية وأرداها قتيلة ما اعتبر أحد المتهمين بمقتلها. وأضافت أن من غير المعروف حتى الآن لماذا أطلق سراح إبراهيم، ولكن المؤكد أن إبراهيم سيخضع إلى الحضور الدوري للدوائر الأمنية البريطانية للمضي في التحقيق معه حول القضية. (وكالات)
مشاركة :