قال قصابون إن مهنتهم التي تعتاش من ورائها أسر عديدة باتت مهددة بالاندثار مع مطلع العام المقبل، بسبب المعوقات التي تطال العاملين فيها حالياً خاصة بعد القرار الحكومي برفع الدعم عن اللحوم فضلا عن الآثار السلبية التي ترتبت على هذا القرار. وذكر القصابون أن شركة المواشي هي الأخرى تعاني الأمرين جراء رفع الدعم الأمر الذي كبدها خسائر مالية طائلة جداً بعد رفع الدعم، حيث ان التكاليف كانت باهظة الثمن عليها حيث أصبح هناك ركود في الطلب على الذبائح بجميع أنواعها ولم تفلح معها أي طرق أخرى لتنشيط السوق. وتابعوا عمدت الشركة إلى جلب أنواع أرخص من اللحوم المبردة لكنها لم تسوّق بالشكل المطلوب، وفي ذات الوقت كان لزاماً عليها التخلص من الأغنام الاسترالية الحية التي تملأ حظائر الشركة فقامت بعمل العرض الأخير الذي يهدف إلى تصفية المخزون بخسارة طبعاً ومع ذلك فإن العملية ستأخذ وقتاً لأن الإقبال ليس كبيراً رغم العروض التشجيعية وانخفاض السعر. وأضافوا في فترة ما قبل رفع الدعم عن اللحوم كانت الشركة تذبح يومياً ما يقارب 2000 رأس من الأغنام، لكنها اليوم تكتفي بـ 200 إلى 300 رأس فقط وهذا يوضح حجم الفارق الكبير بين واقع العمل في سوق اللحوم في البحرين ومدى انعكاسه تحديداً على الشركة التي كما عرفنا أنها تستعد للتخلي عن عدد كبير من قصابي المسلخ البالغ عددهم 60 شخصاً حيث ان الكمية التي يذبحونها يومياً لا تتطلب العدد الكبير من القصابين. وأبدى القصابون امتعاضهم الشديد من قيام شركة المواشي بالبيع المباشر على الزبائن وهو ما أضر بالحركة الشرائية في السوق التي تعاني في الأساس من ركود كبير منذ رفع الدعم نتيجة لعزوف المواطنين عن شراء اللحوم نتيجة لارتفاع أسعارها. وقال القصابون ان الشركة بعد رفع الدعم صارت تجارية 100% ويهمها تصريف بضاعتها بأي شكل ولا تلام على ذلك لكن نحن كقصابين متضررون بشكل كبير جداً لأن بهذا الأمر خسرنا جزءا كبيرا من عملائنا المهمين من مطاعم ومطابخ الذين باتوا يشترون احتياجاتهم بشكل مباشر من الشركة بنفس الأسعار التي نشتريها نحن. وأشار القصابون إلى أنه مع انتهاء مخزون الشركة مع مطلع السنة القادمة 2016 تقريباً ستقتصر المواشي على توفير اللحوم المبردة في البحرين إذ انها لن تقوم باستيراد كميات كبيرة من الأغنام الحية لأنها لن تستطيع تسويقها مع عودة أسعارها للارتفاع بمعدل 250% عن ما كانت عليه قبل رفع الدعم، وأكدوا أن كل هذا يعني وصول سوق اللحوم لحالة سيئة جداً وهو ما يعني أن المهنة معرضة بشكل فعلي للانتهاء لأنهم لن يستطيعوا الصمود أمام الوضع القادم. وأردف القصابون نتعرض لخسائر منذ شهرين تقريباً بالرغم من المحاولات التي تظهر بين فترة وأخرى لانعاش السوق، لكن مع عودة الأسعار للارتفاع مجدداً سيكون هذا الأمر بمثابة إنهاء الأمر بشكل نهائي لأن من غير الممكن تعويض التكاليف والالتزامات مع عدم وجود عمل حقيقي، والغريب في الأمر هو السكوت المطبق من قبل الجهات الرسمية من حكومة ونواب تجاه ما يحدث فلا ندري هل يريدوننا أن نغلق محلاتنا ونجلس في بيوتنا وبالتالي يغلق السوق؟.
مشاركة :