يحيي لبنان اليوم الذكرى الـ72 لاستقلاله عن فرنسا، بينما يتحضر العشرات من ناشطي المجتمع المدني للمشاركة بتظاهرة ظهرا في وسط العاصمة بيروت بعنوان «الاستقلال عن استغلالكم»، وذلك للضغط على الحكومة لاعتماد حل «بيئي ومستدام» لأزمة النفايات بعد مرور أكثر من 4 أشهر على تكدس القمامة في الشوارع اللبنانية. وكان حراك مجموعات المجتمع المدني قد تراجع خلال الأسابيع القليلة الماضية لانشغالها بمتابعة ملفات قضائية لناشطيها، وتأزم الوضع الأمني نتيجة التفجير الانتحاري المزدوج الذي استهدف منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل نحو 10 أيام. إلا أنها قررت العودة إلى الشارع مع استمرار أزمة النفايات وانطلاق الحديث بإمكانية ترحليها بعد تعذر الاتفاق على إنشاء مطامر في مناطق لبنانية مختلفة. وبينما غابت هذه الأزمة عن فحوى المواقف السياسية بمناسبة ذكرى الاستقلال، جرى التركيز في العاصمة اللبنانية على وجوب ملء الشغور الرئاسي في أسرع وقت ممكن. ونبّه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، من أن «التحديات التي تواجهها البلاد بلغت مرحلة لم تعد تسمح بالتباطؤ في البحث عن مخارج من الاستعصاء الراهن»، داعيا إلى «انتخاب رئيس للجمهورية لتصحيح الخلل القائم في البنيان الدستوري، وبث الروح في الحياة السياسية»، ولفت إلى أن «تعطيل مفاصل الدولة وإضعاف هيبتها، بات يشكل جريمة بحق لبنان». وشدد سلام في بيان على أن «الحصانة الأمنية تحتاج لكي تكتمل، إلى مناخ سياسي وطني سليم، يسد أي ثغرة يسعى الإرهابيون إلى النفاذ منها للتخريب وزرع الفتنة»، داعيًا إلى «اتخاذ القرارات الوطنية الجريئة، وتقديم التنازلات لمصلحة لبنان». وفي رسالة وجهها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للرئيس سلام في ذكرى الاستقلال، أكد هولاند استمرار باريس في المساعدة على إنهاء حالة الشغور الرئاسي في لبنان. من جهة أخرى وجه رئيس الحكومة السابق ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري تحية إلى رجال الاستقلال الأول وشهداء الاستقلال الثاني، معتبرا أن «الاستقلال حزين لغياب رئيس الجمهورية عن منصته للعام الثاني». ورأى الحريري في بيان أن الشغور في موقع رئاسة الجمهورية «أكبر إهانة توجه إلى اللبنانيين في عيدهم الوطني». أما رئيس الجمهورية الأسبق ميشال سليمان فأسف لكون لبنان يحتفل للسنة الثانية على التوالي بذكرى الاستقلال، من دون رئيس للجمهورية، «يحافظ على عمل المؤسسات الدستورية لمواجهة مختلف التحديات المحيطة بلبنان، جراء كل ما يحدث في محيطه المشتعل».
مشاركة :