وظائفكم في مهب الريح إضاءات

  • 11/23/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحدثنا أمس عن إنسان المستقبل، والتطوير والتحديث في الروبوتات، واليوم نتحدث عن جانب حيوي بدأ الرجل الآلي والآلة بالتوجه نحوه وهو الوظيفة. أولاً لنفكر للحظة من الزمن بعقلية استثمارية، ونتخلص من النظرة الإنسانية، فلو كان أي واحد منا صاحب مؤسسة أو شركة أو حتى مديرها العام، ولديه موظف مجتهد في عمله، لكنه يغيب في بعض الأوقات إما بسبب المرض أو ظروف عائلية، ولديه موظف آخر نشاهده مرة منطلقاً ومنشرحاً ومرات حزيناً ومكتئباً، ولديه موظف ثالث مرة يغمرنا بالإنتاجية والعمل ومرات يكون كسلان منزوياً في مكتبه، ولديه موظف رابع مهمل لا يقوم بعمله إلا بالمراقبة والتدقيق عليه، وخامس ذكي، لكنه يستخدم ذكاءه في التملص من مهامه الوظيفية. وهكذا هم موظفوك، فهناك الجيدون وهناك السيئون، والجميع يتقاضون رواتب مجزية وعلاوة سنوية، وهناك من لا يتردد في تقديم شكوى ضدك لدى وزارة العمل، لو تأخرت ترقيته أو زيادته، بخلاف ما في عقده. إلخ. هذه جميعها جوانب نجدها في عالم العمل والوظيفة، وفي سبيل زيادة الإنتاج، تزايدت مدارس التنمية البشرية والموارد البشرية، وجميعها تضع عدة نظريات في مجال إسعاد الموظفين والترفيه عنهم، لأنهم يعتبرون أن هذا هو الطريق للمزيد من الإخلاص للمنشأة وزيادة الإنتاج، لكن هذا العناء اليوم قد لا يكون ضرورياً، وأقصد بالعناء هو إسعاد الموظفين، أو إجراء دراسات نفسية لهم، وتحمل تقلباتهم، فالآلة ستأخذ مكانهم، ولها أن تعمل أربعاً وعشرين ساعة من دون أن تطلب علاوة سنوية ولا مكافأة إنجاز، ولا إجازة مرضية أو سنوية، آلة تعمل وتنتج بصمت وبسرية تامة فلا تخشى منها أي غدر أو تسريب أسرار عملك. وحتى لو أدخلنا الجانب الإنساني في الموضوع، فهل يمكن لأرباب العمل تحمل الخسائر، لأنه مؤكد ستكون هناك شركات أخرى ستعتمد على الروبوت، وهو ما يعني تميز منتجاتها وتزايدها، بينما من يعتمد على الإنسان في نهاية المطاف إما أن يعلن إفلاسه أو يستسلم ويذهب لإحضار روبوتات؟ عندما نقول روبوتات تعمل بدلاً من الإنسان وتهدد وظيفته، فهذا لم يعد ضرباً من الخيال، بل هو واقع تفصلنا عنه سنوات قليلة فقط. وهذا ما حذر منه بنك إنجلترا، ونشرت تحذيراته على موقع سي إن إن ويقول الخبر: حذّر بنك إنجلترا من احتمالية استيلاء الروبوتات على 80مليون وظيفة في الولايات المتحدة الأمريكية و15مليون وظيفة في بريطانيا خلال الفترة المقبلة بما يتراوح بين 10 أعوام و20عاماً، وهذا الرقم يعادل نحو 50في المئة من نسبة الوظائف في كل من الدولتين. من المؤكد أن هناك وظائف لا يمكن للآلة القيام بها، لكنها محدودة وقليلة، والسواد الأعظم من الوظائف يمكن برمجة الآلة عليها، لا أريد إزعاجكم لكن في المستقبل القريب ستدخل هذه التقنيات وسنشاهد هل يستطيع أن يتغلب الإنسان على هذا المنافس الجديد والإبقاء على مورده من الرزق مفتوحاً؟ Shaima.author@hotmail.com www.shaimaalmarzooqi.com.

مشاركة :