ما أرهب الموت وما أمره، وما أقساه، على القلب، وليس هناك أشد ألماً وحزناً على القلب حين سماعنا نبأ وخبر وفاةِ قريب أو صديقٍ له في القلب مكان، مِع إيماننا أن الموت حق محتوم ولامفر منه على كُل إنسان، وهذه هي سنة الله في خلقه في هذه الحياة لكنه يبقى الأقسى والأفجَع والأوجع والأشد ألماً على القلوب، مع يقيننا بأننا لا نبكي الميت على موته فكلنا راحلون، لكن بقاؤنا دون من نحبهم والذي سوف يكون له بالغ الأثر علينا،فالموت هوالحقيقة الوحيدة في الحياة. نعم بقاؤنا بدون من نحب ألا وهو الأخ والصديق وحبيب الجميع علي بن محمد شبيلي الحازمي رحمه الله والذي كان خبر وفاته فاجعة كبيرة وصاعقة نزلت على كل أقاربه ومحبيه من أهالي محافظة ضمد وقراها وكل محبيه في منطقة جازان فبكاه الصغير قبل الكبير. رحل "علي شبيلي الحازمي” صاحب المخزون الهائل من الطيبة والخُلق، وصاحب الروح الجميلة والقلب الرائع، تاركاً قلوب وعيون كل محبيه، تبكيه فهو ليس فقيد" آل شبيلي" وحدهم فحسب بل والله فقيد الجميع، فلا يوجد أحد منا إلا والحزن دخله وخيم عليه برحيله، فبرحيله ترك داخل القلوب جروحًا تنزف ألماً وحزننًا على فراقه، وكيف لاتنزف وقد بادل الجميع الحب بالحب، والوفاء بالوفاء وزيادة، فاستحق هذا الحب من الجميع والألم والحزن على رحيله. لقد كان "أبا محمد" قبل رحيله إنسانا رائعا، خيّرا معطاءً محبوبا وبشوش الوجه وصاحب حضور دائم وصاحب ابتسامة والتي لاتفارق محياه مع الجميع، لايكل ولايمل من فعل الخير والإصلاح بين الناس، محب للحياة وقوي الإرادة، فتجمعت فيه كل الصفات الجميلة، من خُلق وكرم ومرجلة وشيمة، فأجبر قلوب القريب والبعيد والسعودي والأجنبي على محبته، لأنه غمرهم بحبه كما يغمر البحر ما يحتويه. نعم رحل "أبا محمد" لكن لم ترحل طيبة قلبه، وجمال روحه عنا، والتي ملأت قلوبنا بل سماء ضمد ومنطقة جازان، وكل سماء مملكتنا الغالية إلا لم تكن سماء هذا الكون الواسع بالحب والجمال، وستبقى ذكراه في قلوبنا وقلوب كل محبيه تفوح عطرًا ومسكاً، وتجعل كل العبارات والكلمات عند ذكراه تقف خاجلةً وتعجز عن وصفه بعد أن رحل عنا مع بقاء الدمعات والآهات والتي مزقت القلوب لفراقه، وستظل الغصات في حلوقنا لانقوى على ابتلاعها عند ذكره. فرحمات ربي على روحك النقية والطاهرة ياصاحب القلب والابتسامة والروح الجميلة وجبر المولى قلب أمك وكل أقاربك وكل محبيك المكلومة على رحيلك ووعدا علينا لن نساك "أبا محمد" ولن تنساك ضمد وإن مضى على رحيلك أزمان وأزمان، وكيف ننساك وكل جزء من ضمد فيه طيب ذكراك، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
مشاركة :