“المواطنة والوطنية”.. تحديات وإشكالات | حسين أبوراشد

  • 12/7/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

"ورقات في المواطنة والوطنية تحديّات وإشكالات"، كِتَاب أهدَاني إيّاه مُؤلِّفه سعادة الدكتور "أحمد الدبيان"، مدير المركز الإسلامي بلندن، الكِتَاب شمل تعريفات موسّعة عن المواطنة والوطنية، والمواطنة والعلمانية، والمواطنة والقومية، تحديات أمام قيمة المواطنة والوطنية، نقد لكِتَاب التربية الوطنية. المُؤلِّف يشير في كِتَابه إلى أن الوعي القانوني الحقوقي المتنامي، والتدافع المدني الذي يُسبّبه النمو كما يُسبّبه الحرمان والفساد، هما من أهم أسباب هذا التغير في المجتمعات والدول العربية بصورة عامة (الربيع العربي). والثورات ليست كما يعتقد بعض الناس ثورات عقلانية ومعرفية تمثّلت في ارتفاع مستوى الوعي فقط، وليست ثورات محرومين ومظلومين فقط، بل إن سببها الأمران معًا، ومع أن الثورات العربية ثورات واعية لتغيّر واقعها، ولكنها لا تعتمد من ورائها على تنظيرات فلسفية؛ أو نظريات سياسية عميقة تشكّلت في فكر الجمهور، كما حدث في الثورة الفرنسية التي سبقتها مجموعة من الرؤى الفلسفية؛ التي أحدثت مقدارًا من الوعي العام. أول سبب باعث لهذا الوعي الحقوقي في العالم العربي هو التوسع الإعلامي، وتوفر شبكة الإنترنت، وهي الآلة التي جعلت الفرد المُثقَّف -بل العادي- الذي يُمكنه أن يمتلك أداة للتعبير تخترق الحدود السياسية والجغرافية. وبرغم هذا التطور إلا أن المهتمّين بالشأن العام من مُثقّفين وأصحاب رأي وفكر؛ عبّروا عن قلقهم من ضعف الشعور الوطني والوطنية، لدى الكثير من أبناء العالم العربي، فإن أكثر ما نراه من حماسٍ وشعور وطني في وسائل الإعلام، إنما يبرز في حماسٍ آخر وعصبية أخرى تقابله، ولكن الشعور الوطني المتمثل في حب الوطن والحفاظ عليه، وبذل الجهد لتقدّمه والمحافظة على أنظمته، وهو الجانب التطبيقي للشعور بالوطن وحبه، الذي تضاءل عند العربي، ومن أسباب هذا التراجع قصور في قيم المواطنة ومبادئها وحقوقها، وضعف التربية والتعليم القيمي. انعدام الشعور بالوطنية والولاء والانتماء للوطن سيؤدّي إلى مزيد من تدهور الأوطان. إن المواطنة إذا تحقَّقت شروطها بين المواطن العربي ودولته، فإنها ستكون أكثر الأسباب التي تبعث الشعور بالوطنية، وتُوثِّق الانتماء الحقيقي للوطن بمعناه الجغرافي والسياسي؛ أكثر من أي شيء آخر، كون إحساس المواطن بالوطن مرتبطًا بما يجد فيه من تقدير واحترام وتكافؤ للفرص. المواطنة الحقيقية من أهم أسباب تماسك الدول وقوّتها أمام الأزمات في السلم والحرب، لأنها تجمع المواطنين وتربطهم بهدف مشترك، ومع تحقق معنى المواطنة يشعر الجميع أن سعادتهم ومستقبلهم وحياتهم مُهدّدة عند تهديد وطنهم، فيسعون إلى الدفاع عنه وعن كيان الدولة نفسها. وأشار المُؤلِّف إلى وجود تحديّات أمام قيمة المواطنة والوطنية، منها على سبيل المثال: عدم تحقق كثير من نتائج خطط التنمية والإصلاح، انكسار احتكار المعلومات العالمي، المجال السياسي والاجتماعي والديني، وشرح شرحًا وافيًا كل جانب من تلك الجوانب المشار إليها. أمّا فيما يخص المملكة، فهناك انتقاد موجّه إلى وزارة التربية والتعليم، ووسائل الإعلام المختلفة، ورجال الثقافة والرأي والفكر وكُتَّاب الصحف لتقصيرهم في الوعي بالوحدة الوطنية كلٌّ في موقعه، ونأمل من الجميع العمل على نشر الوعي بالوحدة الوطنية وتماسك المجتمع، فالظروف المحيطة بنا تتطلب البدء الفوري في توعية المواطنين بقيم المواطنة. Hussain1373@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (38) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :