أوصى استشاري الغدد الصماء والسكري للأطفال بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا، الأطفال المصابين بالسكري، بتجنب كل أشكال التوتر والقلق عند اللعب بالبلاي ستيشن أو أي ألعاب إلكترونية أخرى؛ موضحًا أن هناك علاقة بين التوتر وحدوث اختلال نسبة سكر الدم عند المصابين بداء السكري. وقال "الأغا": أكثر الألعاب الإلكترونية الآن تدعو للعنف والقتل، وكلها ألعاب تؤدي إلى التوتر والإصرار على الروح العدوانية، وكلها عوامل تنعكس آثارها داخل الجسم؛ إذ يتفاعل المخ والجسم مع حيثيات الموقف، وقد يؤدي ذلك إلى حدوث اختلال سكر الدم. وأضاف: تَعَرض مصاب السكري للتوتر، يتسبب في حدوث رد فعل من خلال إطلاق هرمونات التوتر من الأدرينالين والكورتيزول (المعروف باسم هرمون طبقات الدهون)، وتحفز هذه الهرمونات الكبد لإنتاج طاقة إضافية تسمى الجلوكوز، وهذه الزيادات المفاجئة في مستويات الجلوكوز قد تسبب سيناريوهات خطيرة لمرضى السكري؛ لذا يجب على الوالدين عند مشاهدة ابنهما يلعب بتوتر؛ إيقافه نهائيًّا ومنعه من اللعب، أما إذا كان يلعب بهدوء بعيدًا عن الانفعال؛ فليستمر، مع مراقبته ومتابعة طبيعة اللعبة، فالأفضل صحيًّا تجنب الألعاب التي تدعو للعنف. وأردف "الأغا": نسبة السكر في الدم تتأثر بالكثير من العوامل سواء بالارتفاع أو الانخفاض، وأحد أهم هذه العوامل المؤثرة هي المشاعر التي تشكل الأحاسيس التي تنتاب الإنسان بعد تعرضه لأي موقف، والمسؤول عن المشاعر الموجودة لدى كل شخص منا هو مجموعة من الهرمونات، فعندما يكون الإنسان فرحًا؛ نجد أن هرمونات السعادة وهي "السيروتونين والدوبامين والأوكسيتوسين والإندورفين" تعزز المشاعر الإيجابية في دواخلنا؛ إذ تشارك الهرمونات والناقلات العصبية في الكثير من العمليات الأساسية، مثل معدل ضربات القلب والهضم، وتحسين المزاج والمشاعر. وتابع: جميع هرمونات الجسم ترتبط ببعضها، وتعمل في نظام متصل؛ حيث تتأثر هذه الهرمونات بالحالة النفسية والصحية للإنسان بشكل كبير، ولكن عند التوتر يشعر الإنسان بالتعب نتيجة التزايد في إفراز الكورتيزول بشكل أكبر، وفي هذه المرحلة تبدأ نسبة السكر في الدم ترتفع بشكل ملحوظ؛ لذلك يتم دائمًا تحذير مرضى السكري "الكبار والصغار" من التعرض للانفعال أو التوتر الشديد؛ لأن كل هذه الهرمونات تؤثر على نسبة السكر بشكل يضر بالمرضى ويشكل خطرًا عليهم.
مشاركة :