ينذر العرج لدى الأطفال بإصابتهم “بمتلازمة ليغ – كالفيه – بيرتيس” “Legg – Calvé – Perthes Syndrome”، والمسماة على أسماء جراحي العظام الأميركي لارثر ليغ والفرنسي جاك كالفيه والألماني جورج بيرتيس، وفق ما قاله المركز الألماني لجراحة العظام. وأوضح المركز أن هذه المتلازمة تعرف أيضا باسم “الداء العظمي الغضروفي في مشاشة رأس الفخذ”، وهي عبارة عن نخر يُصيب رأس الفخذ بسبب انخفاض تدفق الدم إلى رأس الفخذ، مما يؤدي إلى تشوهه. وإلى جانب العرج، تشمل الأعراض أيضا آلام الفخذ أو آلام الركبة وضمور عضلات الفخذ وقيود الحركة عند الوقوف أو المشي. ويتم تشخيص “متلازمة ليغ – كالفيه – بيرتيس” بواسطة الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي. ويهدف العلاج إلى تجنب الإصابة بالتهاب المفاصل التنكسية الشديد، وذلك من خلال زيادة تدفق الدم إلى رأس الفخذ. ويعتمد العلاج على الأجهزة الطبية لتقويم العظام والعلاج الطبيعي والرياضات الصديقة للمفاصل مثل السباحة وركوب الدراجات الهوائية والفروسية. وفي الحالات المتأخرة يتم اللجوء إلى الجراحة. وتحدث معظم حالات العرج بسبب حالات مرضية غير خطيرة تزول من تلقاء نفسها دون علاج. وتوجد حالات أخرى للعرج عند الأطفال، مثل الإصابات أو الأمراض الفايروسية أو العدوى. إلى جانب العرج تشمل الأعراض آلام الفخذ أو آلام الركبة وضمور عضلات الفخذ وقيود الحركة عند الوقوف أو المشي وفي بعض الحالات القليلة يكون العرج وعدم القدرة على المشي نتيجة التهاب جرثومي في مفصل الورك. وهذا الالتهاب تكون أعراضه مشابهة لالتهاب الأغشية الزلالية، ولكن الآلام والتحدد في الحركة تكون أكثر شدة، وأيضاً يصاحب هذه الأعراض ارتفاع في درجة حرارة الجسم. وبالنسبة إلى أشعة الورك الصوتية تبين وجود سائل سميك داخل الورك وأيضاً التحاليل المخبرية التي تبين وجود ارتفاع في عدد خلايا الدم البيضاء، مما يشكل احتمالا كبيرا لوجود التهاب جرثومي بكتيري في المفصل. وفي هذه الحالات لا يكتفي الأطباء بإعطاء الأدوية والراحة فيأخذون عينة من السائل الموجود داخل مفصل الورك ليتم تحليلها والتأكد من عدم وجود صديد أو بكتيريا في السائل. وفي حال تم وجود صديد داخل المفصل أو خلايا بكتيرية بعدد كبير فإنه من المهم جداً عمل جراحة لفتح مفصل المريض وتنظيفه وإزالة الصديد وعمل غسل مكثف له لإزالة جميع الشوائب البكتيرية. وينصح الأطباء بأن يكون هناك توازن بين قلق الوالدين وبين شكوى الطفل المريض، فالقلق المفرط ليس له داع في كثير من الأحيان لأنهم يرون أن الغالبية العظمى من هؤلاء الأطفال تكون الأسباب لديهم بسيطة ويتم علاجهم بسهولة ويتماثلون للشفاء خلال بضعة أيام. ومن ناحية أخرى فإنه يجب أيضاً عدم الإهمال وعدم التقليل من شكوى الطفل المريض خصوصاً إذا كانت الأعراض شديدة أو يصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة أو إذا استمرت لأكثر من بضعة أيام لأنه في بعض الحالات القليلة النادرة يكون التشخيص الدقيق والسريع مهم جدا لكي يتماثل الطفل للشفاء. وإذا ما كان هناك أي شك فإنه يمكن اللجوء إلى الطبيب، وإذا لم تتحسن الحالة فإنه يجب مراجعة الطبيب مرة أخرى وعدم إهمال شكوى الطفل.
مشاركة :