تحقيق إخباري: سيدة سورية تعيد إحياء فن الفيلوغرافيا القديم في مدينة السويداء

  • 2/18/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

السويداء ـ سوريا 17 فبراير 2022 ( شينخوا) تحاول الشابة السورية رهف الشعراني البالغة من العمر (27 عاما) أن تعيد إحياء فن الفيلوغرافيا ( الخيط والمسمار) القديم الذي مارسه والداها في مدينة السويداء ( جنوب سوريا ) ، الذي يحتاج إلى مهارة ودقة في إنجاز أي عمل فني . ورهف الشعراني بالإضافة إلى أنها مدرسة فنون في أحد المدارس في السويداء ، فهي أيضا تعمل مصممة في شركة إعلانات وكذلك هي متزوجة ولديها طفلة ، فكل ذلك لا يمنعها من إيجاد وقت للعمل في هذا الفن القديم ، وإنجاز أعمال ذات قيمة جمالية عالية . وروت الشعراني علاقتها مع هذا الفن الذي نقلته عن والديها اللذين كانا يعملان بشغف عندما كانت طفلة صغيرة ، وكانت تشاهدهما وهما يدقان المسامير على القطع الخشبية ، ويقومان بإنشاء لوحات فنية من خلال الخيطان الملونة ، مبينة أن والديها تركا العمل لتقدمهما في العمر، وتعرضهما للمرض بسبب العمل لفترات طويلة . وفن الفيلوغرافيا ، هو فن يتم فيه رسم لوحة إبداعية باستخدام الخيط والمسامير على لوح خشبي، وسر هذا الفن يتسم بضرورة الصبر لأنه يستغرق وقتا طويلا في التشبيك والتنسيق وإعادة المحاولات غير الموفقة . وذات يوم ، وعندما كانت في المنزل رأت إحدى اللوحات القديمة التي رسمها والديها منذ زمن بعيد ، وكان هذا العمل مصنوع من المسمار والخيط ، وكان هذا العمل محرضا لها لإعادة إحيائه من جديد ، بعد عدة محاولات . وبعد تأمل وتفكير سارعت الشعراني لشراء القطع الخشبية والمسامير وبدأت العمل ، ومع مرور الوقت أكتسبت مهارة عالية وراحت تصنع رسوماتها الخاصة وبأشكال مختلفة لتصبح فيما بعد مهنة تكسب من ورائها لقمة عيشها في ظل الظروف التي تعيشها سوريا حاليا . وقالت الشعراني لوكالة أنباء ((شينخوا)) "البدايات كانت بالرسم ، ولكن بسبب وجود أشخاص يرسمون ومنذ فترة طويلة تركوا الرسم ، قررت التوجه إلى فن الفيلوغرافيا الذي كان يعمل به والداي ، لهذا أحببت أن أعمل لوحات عصرية تواكب عصرنا والمناسبات التي تهمنا في حياتنا " . وأشارت الشعراني وهي منهمكة في دق المسامير على لوحة قامت برسمها على قطعة الخشب ، إلى أن الفيلوغرافيا هو فن قديم جدا ، وقد استخدم في الماضي في الزخارف الإسلامية ولكن بطريقة بسيطة. وأضافت الشعراني " أردت إحياء هذا الفن القديم ، وأن الفت انتباه الناس إليه لكونه فن جميل ويحتاج إلى مهارة ودقة في العمل " . وتابعت الشعراني تقول "أردت العمل بطريقة حديثة وجميلة في نفس الوقت ، لذلك أردت تطوير هذا الفن وعدم التمسك كثيرا بالأنماط القديمة لأن الأسلوب القديم لم يعد قادرا على خدمة الأفكار الجديدة ، لذلك حاولت أن أفعل شيئا غير متوفر في محافظتنا وأن يكون شيئا مميزا يمكن أن يثير الإعجاب وأن أحصل على ثمار جهدي وتعبي ". وأشارت الشابة السورية الشعراني إلى أنها تقوم بالترويج لأعمالها عبر صفحتها على الفيس بوك والتي اسمتها " قصاقيص عتيقة " بغية الوصول إلى جمهور أوسع ، وتفاجأت عندما تمكنت من الحصول على زبائن من خارج السويداء يقدمون طلبات خاصة لاقتناء لوحات من عملها في مناسباتهم الخاصة. ولم تقف الشعراني عند حد العمل باللوحات البسيطة بل راحت تطور عملها لتصل إلى تصميم ساعات جدارية مصنوعة من المرايا الزجاجية بأشكال وأحجام مختلفة ، حتى تتمكن من التغلب على صعوبات الحياة . وتأمل الشابة السورية الشعراني أن يصل عملها إلى أكبر عدد ممكن من الناس ، وأن تتابع الأجيال القادمة العمل على هذا الفن.

مشاركة :