مَقْدِسية مُهدّدة بالطرد لمسؤولين أُمميين: هددونا بالحرق ونريد حماية دولية

  • 2/18/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

زار مسؤولين كبار في وكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع الإنساني، يرافقهم دبلوماسيون، الجمعة، منزل عائلة سالم، التي تواجه خطر الإخلاء القسري من قبل السلطات الإسرائيلية، لصالح مستوطنين. وتحدثت سالم للمسؤولين الأمميين والدوليين عن المضايقات التي تتعرض لها. وقالت: "قال لي أحدهم باللغة العبرية: إذا لم تخرجوا من هنا فإنني سأحرقكم في داخل البيت". وقالت مؤسسات الأمم المتحدة في بيان مكتوب، تمت تلاوته في نهاية اللقاء: "التقى اليوم ممثلو الفريق القُطري للعمل الإنساني في فلسطين، المكون من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والفلسطينية، مع عائلة سالم في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة". وأضاف البيان: "تواجه الأسرة المكونة من 12 شخصًا، بما في ذلك ستة أطفال والأم المُسنة، فاطمة سالم - وجميعهم من لاجئي فلسطين- الإخلاء خلال شهر مارس/آذار (القادم) من منزل عائلتهم الذي بني قبل 70 عامًا". وأشارت مؤسسات الأمم المتحدة إلى أن "إعلان الإخلاء المقرر، أثار مؤخرًا التوتر في الحي المقدسي، حيث أدت الاشتباكات التي شارك فيها سكان فلسطينيون ومستوطنون إسرائيليون وقوات الأمن الإسرائيلية إلى إلحاق أضرار بالممتلكات وإصابات متعددة واعتقالات، بما في ذلك اعتقال ثمانية أطفال منذ يوم الجمعة 11 فبراير/شباط". وأضافت: "تعرضتْ عائلة سالم نفسها وجيرانهم لهجمات برذاذ الفلفل والحجارة، مما أدى إلى إصابات وأضرار في الممتلكات". وتابعت: "عائلة سالم هي واحدة من 218 عائلة فلسطينية، قوامها 970 فرداً، بينهم 424 طفلاً، تعيش في القدس الشرقية، وبشكل رئيسي في حييْ الشيخ جراح وسلوان، والتي تواجه حالياً خطر الإخلاء القسري من قبل السلطات الإسرائيلية". ولفت البيان إلى أن الأمم المتحدة دعت "مرارًا وتكرارًا إلى وقف عمليات الإخلاء القسري وعمليات الهدم في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية: بموجب القانون الإنساني الدولي، يُحظر النقل القسري للأشخاص المحميين من قبل سلطة الاحتلال بغض النظر عن دوافعهم". واعتبرت الأمم المتحدة أنه يجب "اتخاذ خطوات فعالة لتهدئة الموقف قبل اندلاع أزمة أخرى". وتابعت: "نحثُّ جميع القادة السياسيين وقادة المجتمع على الامتناع عن الأعمال والخطابات الاستفزازية؛ يجب على السلطات الإسرائيلية اتخاذ خطوات لضمان حماية المدنيين، بمن فيهم لاجئي فلسطين". وخلال اللقاء مع عائلة سالم، قال الناشط المقدسي محمد أبو الحمص، للمسؤولين الأمميين إن جماعات المستوطنين الإسرائيليين، مدعومين بمؤسسات حكومية، يقدّمون أوراق مزيفة يُغيرون من خلالها أسماء المالكين للمنازل بهدف الاستيلاء عليها. وحذّر من أن الممارسات الإسرائيلية، قد تؤدي إلى تدهور الأوضاع، في تكرار للسيناريو الذي جرى في مايو/أيار 2021. وكانت قرارات إسرائيلية بإخلاء عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح في شهر مايو/أيار الماضي فجرت مواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية امتدت من القدس الى قطاع غزة والضفة الغربية والمدن والبلدات العربية في إسرائيل. وأضاف أبو الحمص: "وضَعنا مكتبا رمزيا في الشيخ جراح لنعبر عن رفضنا لهذه السياسة، ولم يرق لهم (إسرائيل) وجود مكتب مقدسي أمامهم، فأزالوه 5 مرات". **بن غفير: اليهود أصحاب البيت في القدس من جهته، رفض النائب المتطرف إيتمار بن غفير الانتقادات الموجهة له، حتى في داخل إسرائيل. وقال بن غفير لوكالة الأناضول: "يمكنهم أن يقولوا ما يريدونه، بتقديري فإن هذا المكان هادئ لأنني أتواجد هنا، وعندما افتتحت المكتب (الخيمة) فإن هذا لم يأتِ من فراغ، فقد حدث هنا شيء ما، لقد تم إحراق منزل يهودي من أجل إجباره على الرحيل". وأضاف إن القدس هي "موطن اليهود وأن العرب مُرحب بهم فقط إذا ما التزموا الهدوء"، على حد تعبيره. وقال: "يجب اإراك أمر واحد، الإسرائيلي هو مالك البيت هنا، القدس هي موطننا ولا مشكلة لدي مع العرب، فالعرب الذين يعيشون هنا ويريدون العيش بسلام، أهلا وسهلا بهم". وأضاف: "ولكن هذه القدس، هذا موطننا ونحن أصحاب البيت في القدس، وهكذا يجب أن يكون الأمر". وتابع: "إن والد والد والد والدي كان هنا، أبونا (النبي) إبراهيم كان هنا، وإسحاق ويعقوب، هذه دولتنا". وكان مسؤولون إسرائيليون قد حذروا من أن ما قام به بن غفير هو "استفزاز لأغراض سياسية"، وقد يفجر الأوضاع كما جرى في مايو/أيار من العام الماضي. وقالت مصادر أمنية إسرائيلية، لوسائل إعلام إسرائيلية في الأيام القليلة الماضية، إن ما قام به بن غفير في الشيخ جراح ينذر بتفجير مواجهات في غزة. ولكن بن غفير رد على هذه الاتهامات بالقول: "هل تعتقد حقا أن (حركة) حماس تُخيفني؟ إن حماس هي تنظيم كان من الواجب العمل ضده منذ وقت طويل". وأضاف النائب الإسرائيلي المتطرف: "وأعتقد أن على حماس أن تفهم أن لإسرائيل حدود، وعليهم ألا يتدخلوا بما يجري في إسرائيل، وألا يتدخلوا وألا يُهددوا ومن يُهدد يجب الرد عليه". ويقول الفلسطينيون إنه في حين تمنع إسرائيل الفلسطينيين المطالبة بأملاكهم ما قبل نكبة العام 1948، بموجب قانون أملاك الغائبين الإسرائيلي، فإنها تسمح لمستوطنين إسرائيليين بالمطالبة بما يقولون إنها أملاك كانت ليهود قبل عام 1948 بالقدس الشرقية. وقال أبو الحمص: "أنا فلسطيني لدي طابو ملكية في (بلدتي) عين كارم والطالبية (بالقدس الغربية) ويمنعونني من العودة إليها في حين أن إسرائيل تطالب بما تقول إنه كان ليهود قبل العام 1948 وهذه عنصرية وفصل عنصري". وطالب أبو الحمص، الوفد الأممي، بعدم الاكتفاء بإصدار البيانات، واتخاذ خطوات عملية لحماية العائلات المقدسية. وكانت حالة من التوتر الشديد، قد سادت حي الشيخ جراح منذ أسبوع، بعد وضع النائب المتطرف، إيتمار بن غفير، خيمة على أرض عائلة سالم بالشيخ جراح. ووضعت الشرطة الإسرائيلية، خلال اليومين الماضيين، حواجز عديدة على مداخل الحي، وانتشرت في شوارعه لمنع المتضامنين من الوصول الى المنطقة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :