«الذمة بخمسة جنيه والحسابة بتحسب»!!

  • 11/25/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تقول الحكمة الشهيرة «من رأى مصائب الناس هانت عليه مصيبته» إلا نحن فمصائبنا مع حكام كرة القدم لم تهن ومازلنا نمارس الصراخ أندية وجماهير وإعلاماً على الرغم من أن أخطاء الحكام غير السعوديين ملء السمع والبصر سواء الذين ينتدبون للتحكيم في دوري جميل والمسابقات المحلية أو أولئك الذين يديرون مباريات الدوريات الأوروبية والأمريكية والمسابقات القارية بل والعالمية أيضاً. أخطاء الحكام الأجانب لم تقتصر على من كنا نصفهم بالمغمورين الذين «يتعلمون الحلاقة في رؤوس الأيتام»؛ فحتى «راعي البقالة» الحكم الهولندي الشهير كايبرز الذي أدار نهائي أبطال أوروبا وكأس القارات ويمتلك سيرة ذاتية مميزة ويعد أحد أفضل خمسة حكام على مستوى القارة الأوروبية خرج من لقاء الاتحاد والأهلي في الجولة الماضية بأخطاء كارثية لم تكن أقل من تلك الأخطاء التي ارتكبها الحكم السعودي الدولي فهد المرداسي في لقاء الشباب والأهلي، لكننا هنا التزمنا الصمت وهناك نصبنا المشنقة. السبب وراء اختلاف ردة الفعل هو اختلاف النظرة نحو الحكم نفسه فنحن مع الأجنبي متفقون على أن لا مصلحة له في فوز فريق على آخر لكننا مع الحكم المحلي استمرأنا اتهامه في أمانته حتى أصبحنا نعتقد والاعتقاد من الجزم واليقين أن أسهل من يبيع ذمته في بلدنا هم حكام كرة القدم و«الذمة بخمسة جنيه والحسابة بتحسب». يجب أن يكون للجهات المسؤولة دور في إيقاف هذا الانفلات الأخلاقي واعتبار من يسيء إلى الحكام بتهم في أخلاقهم وأمانتهم مجرما يستحق الملاحقة، وعلى الحكام ولجنتهم أن يمارسوا حقهم في ملاحقة المسيئين لقضاة الملاعب من أندية وإعلام وجماهير حتى وإن كانت كثيرة؛ فمعاقبة بضعة أشخاص وانتشار الخبر سيحد منها كثيراً. من أراد أن ينتقد عمل الحكام فهو يمارس حقا متاحا؛ فالتحكيم لدينا فيه كثير من الأخطاء، وهناك حكام يعانون ضعفا مزمنا وآخرون ابتعدوا بسبب الخلافات مع اللجنة، لكن ما لا يمكن قبوله هو توزيع التهم بالتعمد والتحيز والسير خلف العاطفة التي تجعلنا نقع في كثير من الأخطاء. الحكام هذا الموسم هم نفس الحكام قبل موسمين، واللجنة هي ذات اللجنة، والاتحاد السعودي على حاله، فكيف يقبل عاقل أن يصدق أن الحكام هم من تعاطف مع النصر قبل موسمين وهم من يقف ضده الآن. أخطاء التحكيم جزء من اللعبة، وتحدث من المحلي كما تحدث من الأجنبي، والفريق الجيد هو من يضرب بقوة في المعلب وينتصر على الخصم وأخطاء الحكام؛ فالهلال واجه أخطاء كبيرة في مباراة الخويا الآسيوية لكنه ضرب بالأربعة ولم يتحدث عن التحكيم، والأهلي احتسبت ضده ضربة جزاء غير صحيحة أمام النصر لكنه ضرب بالأربعة ونسي الحكم، ولو انتصر أمام الشباب لما كان المرداسي في نظر جماهير الأهلي قد تعمد حرمان فريقهم من ثلاث ضربات جزاء، مع قناعتي بأنه ارتكب أخطاء كارثية، لكن بعيدا عن التعمد فأهم ما عند الحكم سمعته ومصلحته ومستواه قبل أي نادٍ.

مشاركة :