معاول الهدم في خدمة أعداء الإسلام

  • 12/7/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يقول الشيخ الغزالي رحمه الله -: «ليس بالضرورة أن تكون عميلا لتخدم عدوك، يكفي أن تكون غبيا». ما يجري اليوم على الساحة الإسلامية شيء في غاية البشاعة والتشوية لهذا الدين الحنيف والأخطاء الجسيمة التي يرتكبها بعض الأغبياء، وهم كثيرون، بقصد أو دونه، هو ضربات قاصمة لهدم الدين، إما بالفتاوى من بعض المشايخ، أو من خلال أولئك المنفذين لها، وقد أغشت قلوبهم وأعينهم الثقة المطلقة بشيوخ الفتنة، الذين يرسلون أبناءهم للدراسة والاستمتاع في أرقى المدن العالمية، ويرسلون الآخرين إلى حتفهم باسم الجهاد وإنقاذ الآخرين، أما هم في نهاية المطاف، فينعمون بحياتهم، ونحن يقتلنا الحزن والكمد لفقد أبنائنا. المصيبة، أننا لا نتعلم من الدرس الأول، بل نكرر نفس التجربة الفاشلة في كل مرة، وهنا نستذكر مطلع المقال وكلمة المرحوم الغزالي التي مفادها أن العدو لا يستفيد ممن جندهم لخدمة أهدافه، بل يستفيد أيضا من الأغبياء الذين يسلمون عقولهم لأولئك العملاء. فمن لا يحكم عقله فيما يطرح بطريقة أو بأخرى يخدم عدوه في تحقيق أهدافه ليقتلك ويحطم طموحك وغاياتك ويعيق تقدمك دون أن تشعر بذلك. على الساحة الآن صراع محتدم ضد الإسلام والمسلمين، وكلهم يستشهد بما خلفه أولئك المشوهون للإسلام، وكأن الدين هو الإشكال، وليس من استغلوا الدين بصورة مشوهة، فصوروا الإسلام عنفيا يكره الآخر ولا يتعايش معه، بل يصل لحد القتل والتصفية، وهو الدين الفظ الغليظ ذو التعاليم التي تحض على الكراهية والدعاء على المختلف، ناهيك عن بعض الدعاة الذين يعملون على تغذية المسلمين في العالم بنبذ الآخر وازدرائه وتكفيره ثم محاولة إيذائه، وتجنب الحديث معه، والتجهم في وجهه، وعدم الأكل معه، أو السلام عليه، أو قتله وتصفيته، كما حدث ورأينا في حوادث شتى من أقطار الأرض من تفجير وقتل وهتك وتشريد واغتصاب، وأغلبها من مسلمين متشددين يفعلون ذلك مهللين مكبرين لا يعرف الآخرون غير أنهم ينتمون لدين الإسلام. هل نخدم الإسلام بهذه الصورة الممسوخة عنه؟ أم هل من يكون على تلك الشاكلة هو عميل لأعداء الدين؟ أم أن العدو دون أن يجند هؤلاء المتشددين، قام يستغل الغباء والإصرار على كونه متشدد على غير هدى؟ علينا أن نعي المخطط ونستوعب أن الإسلام يختلف عن هذا كله، هو دين التسامح والإخاء والمحبة والسلام بعيدا عن كل ما تغذينا به وسائل الإعلام المتطرفة من كراهية وبطلان كل الطوائف والملل، فكل منها هي في داخلها وجوهرها تعتقد أنها على الحق، وإلا لما ظهرت هذه الملل والنحل، فحسابهم عند رب الخلق، ولم يوكل الخالق مهمته هذه لأحد من خلقة ليكون مقام الخالق في تصفية الناس وحسابهم. ليتنا جميعا نعي هذه الحقيقة فنكون من بني الإنسان جميعا، كل واحد منا يحترم الآخر لإنسانيته.

مشاركة :