ما ‏زالت معاول الهدم تدمر ماضينا وحاضرنا

  • 8/9/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يتعرض وطننا العربي منذ بضع سنين في بعض دوله إلى حروب أهلية مستمرة بلا هوادة – وللأسف الشديد – بعض الأنظمة الحاكمة في هذه الدول ومن تآمر معها إلى جانب ميليشيات ومجموعات إرهابية مختلفة عاثت فساداً في هذه الدول. وقد حاولت هذه المجموعات والقوى المعادية طمس حضارتنا القديمة، فدمرت تراثنا وآثارنا، ونهبت كنوزها، وجلبت الدمار في مدنها وقراها.. هذه الحضارة التي شع نورها في أرجاء المعمورة وتأسست عليها حضارة الغرب بما وصلت إليه من علم ومعرفة واختراعات من علماء العرب والمسلمين.. وما زالت هذه الدول تتمتع بكنوز حضارتنا ومقتنياتها. أما محاولة طمس وتدمير حاضرنا، فتتمثل في قتل وتشريد الملايين من أشقائنا وهدم المدن والقرى على رؤوس ساكنيها، وانتشر الجوع والفقر والمرض نتيجة هذه الأعمال البربرية، وتولدت نتيجة ذلك أزمات ومصائب متلاحقة، وغرق الكثيرون في مياه البحر المتوسط نتيجة عبورهم في سفن متهالكة إلى دول أوروبا للنجاة بأنفسهم والبحث عن مصادر رزق لهم. كما تيتم الأبناء وترملت الزوجات، ولا تسمع إلا صيحات الثكالى وقد فقدوا أوطانهم وأصبحوا بلا مأوى ولا معيل. وقد هبت الدول العربية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لمساعدة أشقائهم المنكوبين، فأقيمت مخيمات في الدول المجاورة، وعقدت المؤتمرات، وسارعت الحكومات والجمعيات الخيرية والمجموعات التطوعية إلى تزويد هذه المخيمات بما تستطيع من مستلزمات الحياة. ومما ساعد على استمرار هذه المآسي مشاركة أعداء الأمة العربية من دول متآمرة في الدمار واستعمال حق النقض من بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي ضد القرارات المقدمة لحل أو تخفيف هذه الأزمات، كذلك صمت المنظمات الدولية التي تتشدق بحقوق الإنسان إلى جانب مشاركة بعض وسائل الإعلام المعادية والأقلام والأبواق المأجورة في قلب الحقائق والتشفي والتشمت لما وصل إليه الحال في الوطن العربي. وقد حدثت في الأيام الماضية مصيبة من نوع آخر، فقد اعتدى الصهاينة على مقدساتنا في القدس الشريف، فأقيمت الأبواب الإلكترونية ونصبت كاميرات المراقبة في مداخل المسجد الأقصى المبارك، واقتصرت الصلاة في باحات المسجد، ووقف المقدسيون وقفة رجل واحد، ومن ورائهم العالم الإسلامي، في وجه قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى أن رضخ العدو الصهيوني وأرغم على إزالة هذه العوائق، وعاد المصلون إلى الصلاة في المسجد المبارك «إِن تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ» «وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ». ولعل ما حل بأمتنا العربية والإسلامية من هذه المآسي السالفة الذكر كان نتيجة خلافاتهم وتنازعهم، فذهبت ريحهم، وطمع فيهم أعداؤهم «وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ». ولعل هذا الابتلاء الذي كرهناه يكون خيراً لنا «وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ».. ولعل الله سبحانه وتعالى أراد لهذه الأمة خيراً ليفوقوا من سباتهم ليوحدوا صفوفهم ويكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً لتعجز معاول الأعداء من النيل منه.. ويتفرغوا لبناء مستقبلهم لتأخذ هذه الأمة مكانها اللائق والريادي بين الأمم.. إنه سميع قريب مجيب. محمد سعود البدر سفير متقاعد

مشاركة :