في الذكرى الثامنة لرحيل الوجيه علي بن إبراهيم عبدالعال

  • 2/27/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في مثل هذا اليوم، الموافق 27 فبراير 2014، ترجل الوجيه الأستاذ علي بن إبراهيم عبدالعال رضوان الله عليه، بعد حياة حافلة بالعطاء والحيوية والإحسان، منتقلاً الى دار الخلود، وكان رحيله مصابًا جللاً أحزن قلوبنا، لما له من مكانة وتقدير. وها نحن في الذكرى السنوية الثامنة على رحيله، ولا تزال ذكراه شاخصة في قلوب أهله ومحبيه ومعارفه. ولا بأس أن نسرد في هذه المقالة المقتضبة بعض من سيرته ومناقبه رضوان الله عليه. وُلد الوجيه الأستاذ علي بن إبراهيم عبدالعال رحمه الله سنة 1918 في البلاد القديم، ونشأ وترعرع وتعلم وعمل وتُوفي فيها سنة 2014، خلّف من الأولاد 8 ومن البنات 5 ومن الأحفاد 59، بارك الله فيهم، رحم الله الماضين وأطال في أعمار الباقين. لقد كان الأستاذ علي بن إبراهيم عبدالعال رجل أعمال ذكيًا ومعلمًا في التربية والتعليم وسياسيًا محنكًا، ورجلاً استثنائيًا واجتماعيًا وحسن الخلق، ومتواضعًا ومعطاءً كريمًا من أهل الإحسان. طالما أشاد به المغفور له أمير البلاد صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه في مناسبات عديدة، فقال فيه: «الأخ علي بن إبراهيم رجل معطاء يعجز اللسان عن شكره لمواقفه الحكيمة المشرفة وإخلاصه». بذل الكثير من أمواله وجهده ووقته في مواسات الفقراء والمحتاجين، ومساعدة الأهل والأقرباء، كما ضحى ووقف ودعم وساند العديد من رجال الأعمال وكبار العائلات عندما دعت الحاجة للمساعدة، وأسهم في دعم المؤسسات الخيرية وبناء المساجد والمآتم والمقابر، كما أسهم في بناء كنيسة المستشفى الأمريكي، وإرسال الكثير من الأشخاص للحج والعمرة، وتكفل بمصاريف علاج الكثير من المحتاجين، كما تبرع بترميم بيوت المحتاجين وصرف الرواتب الشهرية لأكثر من 200 عائلة محتاجة. وهذا غيض من فيض، فمناقبه كثيرة وأحسانه لا يحصى ومواقفه لا تنسى. فقد كان أبًا حنونًا وملجأ للفقراء والمساكين. التحق بالتعليم النظامي في عام 1924، وبعد تخرجه تتلمذ على يد الشيخ عبدالله بن محمد صالح والشيخ محمدعلي حميدان في المنامة، كما ابتعث من قبل الحكومة للدراسة في الجامعة الأمريكية بالجمهورية اللبنانية، حيث درس تربية وعلم نفس. ثم التحق بإدارة المعارف (وزارة التربية والتعليم سابقًا) وعمل بوظيفة مدرس لمادتي اللغة العربية والرياضيات (لقلة توفر المدرسين)، بعدها التحق بالعمل في شركة نفط البحرين المحدودة (بابكو) وبقي حتى الخمسينيات، وقد تعلم اللغة الإنجليزية وأتقنها في شركة بابكو. ثم تفرغ بعدها للعمل الحر، فبدأ ببيع الكيروسين (الكاز)، ولثقة الشركة في ما حققه من نجاح في مشروعه، تم الترخيص له بإنشاء ثاني محطة (رقم 2) في البحرين لتزويد البترول ومشتقاته (محطة بترول الخميس) في منتصف الخمسينات، وأنشأ ثاني محطة لتوزيع الغاز في عام 1971. كما شرع في مقاولات التشييد والبناء، وكانت من ضمن مشاريعه ما يتعلق بشركة بابكو، ومن ضمنها البناء حول أول بئر للبترول في منطقة الصخير، والمقاول الذي وضع حجر الأساس لمشروع شركة البحرين لصناعة الألمنيوم (ألبا) مع المغفور له أمير البلاد الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه. كما غرس أشجار بيده في منطقة عوالي وقد أصبحت الآن شامخة. أسهم في العديد من مشاريع البنية التحتية، منها رصف الشوارع من خلال شركته أسفلت الخليج وشبكة توزيع الكهرباء والماء وجامعة البحرين وجسر الملك فهد. كما كان مشاركًا في الشأن العام، إذ تم تكليفه من قبل حكومة البحرين آنذاك بتوزيع المؤن الغذائية في منطقته في أثناء الحرب العالمية الثانية، فأعد بطاقات تموينية لكل الأسر مبينًا عدد أفرادها والكمية التي تحتاجها، كما عين عضوًا في المجلس البلدي في الستينات، وعضوًا في المجلس التأسيسي في عام 1972، وانتخب عضوًا في أول مجلس وطني وذلك في عام 1973. كما أنه كان عضوًا في مجالس إدارة العديد من المؤسسات الاقتصادية الوطنية مثل البنك الأهلي المتحد، وبنك البحرين الوطني، وشركة سليب وي البحرين (Slipway) 1962، وشركة البحرين للسينما سنة 1967، وشركة الاستيراد عام 1973، وعضو اللجنة التأسيسية في هيئة التأمينات الاجتماعية 1975، وغرفة تجارة وصناعة البحرين ونادي الفروسية ومدرسة بيان البحرين 1982 والمدرسة الهندية، كما عين محكمًا في لجنة الفصل في أزمة العقارات بين تجار البحرين. كان له دور بارز في تعجيل قرار الحكومة بتزويد منطقة البلاد القديم بالكهرباء والماء وتطوير وبناء مدرسة الخميس، كما أنه المؤسس الرئيسي لنادي الخميس سنة 1952 (نادي الاتحاد حاليًا)، ومؤسس مأتم أنصار الحسين (البلاد القديم) 1971. كما استثمر علاقاته المتميزة مع القيادة لمملكة البحرين وعلى رأسها عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، في إبراز احتياجات منطقته ودعمها، ومنها المشروع الإسكاني لتلبية احتياجات أهالي المنطقة الإسكانية وتخصيص أرض استثمارية للجمعية الخيرية لبلاد القديم والزنج وعذاري والصالحية. شهد المرحوم الأستاذ علي بن إبراهيم عبدالعال العقدين الأخيرين من حكم المغفور له الشيخ عيسى بن علي آل خليفة (1869-1932) الذي حكم البحرين لمدة 63 سنة، كما شهد تنصيب حاكم البحرين المغفور له الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة (1932-1942)، وتنصيب حاكم البحرين المغفور له الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة (1942-1961)، وتنصيب أمير البلاد المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة (1961-1999)، طيب الله ثراهم أجمعين، وتولي حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه في عام 1999. وقد كرم عاهل البلاد المفدى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، الوجيه الأستاذ علي بن إبراهيم عبدالعال في ديسمبر 2006 بمنحه وسام البحرين من الدرجة الأولى، في حفل شمل تكريم العديد من الشخصيات الذين أسهموا في المجالات الإبداعية والعمل الوطني. هذا ما تيسر لنا ذكره من سيرة الوجيه الأستاذ علي بن إبراهيم عبد العال رضوان الله عليه، ونبتهل الى الله تعالى أن يخلفه في ولده وأهله وأن يخلد ذكره للأجيال القادمة لتستلهم دروسًا من سيرته ومناقبه العطرة. مهدي صالح حسين المدحوب [email protected]

مشاركة :