ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى؛ تلك الدولة الفتية؛ هو يوم شروق وبزوغ الإسلام الوسطي. وهو يوم اتحاد قوة الدين الإسلامي وقوة دولة فتية تحميه. بل هو بداية لتمحيص الدين الإسلامي من البدع والخرافات والقضاء على الظلم والسلب والنهب بهذه الجزيرة المباركة. والتأسيس يعني انشاء دولة عظيمة بعظم رجالها والقائمين عليها. وقد أحسن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حينما أصدر مرسوماً يحدد يوم 22 فبراير من كل عام ذكرى لتأسيس هذه الدولة بهذا الوطن الشامخ في هذه القارة المترامية الأطراف لكي يعلم أبناء وبنات الوطن ثمرة الجهود الخيّرة التي بذلها رجال الدولة السعودية في أدوارها الثلاثة من أجل نشر تجديد الدين الإسلامي الوسطي والتي ارتكزت على عدة مبادئ أهمها الإيمان بالله وبكتابه وسنة رسوله محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه واتخاذهما نهجاً ودستوراً إضافة لإرساء دعائم الأمن والاستقرار وتحقيق العدل وجمع الكلمة ووحدة الصف ونشر العلم والمعرفة لدى المجتمع. واتخاذنا هذا اليوم كذكرى لتأسيس تلك الدولة العظيمة بدينها ورجالها وما صدور هذا المرسوم الملكي الكريم باعتماد اليوم الـ22من فبراير من كل عام قادم إلا من أجل ربط الحاضر بالماضي عبر استحضار التضحيات التي قدمها جيل البناء الذين بذلوا أرواحهم وأموالهم وحتى أوقاتهم لبناء صرح هذا الوطن الشامخ ونحن اليوم نعيش الطور الثالث من مراحل تأسيس هذه الدولة القوية بالله ثم برجالها وعلى الرأس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ورجاله الأكرمون -رحمهم الله- وأبناؤهم من بعدهم. وكما قال سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن المملكة لم تأتِ بتوقيع من الأمم المتحدة ولكنها تأسست بأيدينا ومن أجلنا. نعم فقد أسسها الأجداد وآباؤهم ومن ثم والى الآباء والأبناء العمل الجاد من أجل المحافظة عليها من الدرن ومن أجل رفعة وعزة الوطن ولذا فمن فضل الله لم يدخلها الاستعمار البغيض كما دخل الدول الأخرى من عربية وإسلامية ولتبقى تلك الدولة عظيمة بدينها ورجالها منصورة بإذن الله جيلاً بعد جيل رافعة رايتها إلى عنان السماء حاملة كلمة التوحيد التي تميزت بعلمها من بين أعلام دول العالم بأنه لا ينكس مهما دعت الظروف والحوادث إلى تنكيس أعلام الدول الأخرى ولذا نقول: ارفع راسك انت سعودي. فاللهم أعد علينا تلك الذكرى أعواماً عديدة وأزمنة مجيدة، واحفظ اللهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، واحم وطننا وموطنينا وضيوفنا المقيمين بيننا من كل سوء والحمد لله رب العالمين.
مشاركة :