من المقرر أن تتبنى المفوضية الأوروبية في الثامن من آذار (مارس) الجاري استراتيجية جديدة لتعزيز أمن الطاقة وتخفيف آثار ارتفاع أسعار الغاز، وتسريع الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة وزيادة فعالية الطاقة. كما يدرس الاتحاد الأوروبي زيادة وارداته من الغاز من دول من بينها الولايات المتحدة وقطر والنرويج ومصر والجزائر وأذربيجان. وقالت كادري سيمسون، مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون الطاقة، إن التكتل مستعد لمواجهة عواقب اقتصادية وخيمة إذا ما أوقفت روسيا إمدادات الغاز الطبيعي ردا على العقوبات المفروضة عليها. وذكرت سيمسون في تصريحات لوكالة "بلومبيرج" للأنباء "أن الاتحاد، الذي يضم 27 دولة، مستعد لمواجهة عدة احتمالات، بما في ذلك توقف شحنات الغاز من روسيا، وهي أكبر مورد للغاز إلى التكتل، في أعقاب غزو أوكرانيا". وأوضحت أن أحد السيناريوهات هي أن يوقف الكرملين تدفق الغاز إلى أوروبا بشكل كامل، وهذا الخيار بالقطع يعني أن علينا اتخاذ كل الإجراءات المتاحة لدينا". وأضافت "ذلك سينطوي على تأثير كبير في المستهلكين والاقتصاد، ولكن بالتأكيد إذا كانت هناك حرب تدور في دولة مجاورة، فلا بد أن تكون مستعدا لاتخاذ إجراءات استثنائية". وتأتي 40 في المائة، من واردات الغاز الخاصة بالاتحاد الأوروبي من روسيا، ويعزز التكتل جهوده للحد من اعتماده على الغاز الروسي. وموسكو لم تعط أي مؤشرات بشأن اعتزامها خفض شحنات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، بل إن تدفق الغاز قد ارتفع منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. ومن المقرر أن تظل عمليات ضخ الغاز الطبيعي الروسي إلى سلوفاكيا عبر طريق رئيس يمر في أوكرانيا، مرتفعة بحسب ما ورد في بيانات أصدرتها شركة "يوستريم" المشغلة لخط أنابيب الغاز. وذكرت "بلومبيرج" أنه من المتوقع أن تبلغ إمدادات الغاز عبر محطة "فيلكي كابوشاني" الواقعة في سلوفاكيا، نحو 83 مليون متر مكعب في اليوم، بناء على الطلب المرتفع عليها. ومن المتوقع أن يصل إجمالي حجم الغاز الروسي، الذي يدخل أوكرانيا عبر محطتي سودجا وسوخرانوفكا الواقعتين على الحدود، إلى 109.5 مليون متر مكعب في اليوم، وهو معدل مستقر، وفقا لمستويات اليوم السابق. وقالت وكالة الطاقة الدولية إن أوروبا يمكنها أن تقلل استيراد الغاز الروسي بأكثر من الثلث خلال عام، وأعلنت الوكالة خطة من عشر نقاط لتقليل اعتماد الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي. وذكر فاتح بيرول، الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية "لم يعد أحد لديه أي أوهام، استغلال روسيا لمواردها من الغاز الطبيعي كسلاح اقتصادي وسياسي يظهر حاجة أوروبا الملحة إلى التحرك بسرعة، لتكون مستعدة لمواجهة غموض كبير يكتنف إمدادات الغاز الروسية للشتاء المقبل".
مشاركة :