مقالة خاصة :أمل الربيعة أول كويتية تعمل ميكانيكية لإصلاح السيارات

  • 3/8/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن سهلا أبدا على المواطنة الكويتية أمل الربيعة اقتحام عالم الميكانيكا وتصليح السيارات ،لكن حبها وشغفها باكتشاف أغوار المحركات، دفعها إلى تحقيق حلمها، لتصبح أول سيدة كويتية تمتهن هذه المهنة التي يحتكرها الرجال، وتتحول قصتها على مر السنوات الماضية ، إلى قصة نجاح رائدة ،شجعت الشابات الكويتيات على العمل في قطاعات غير تقليدية. وتقول الربيعة التي تدير جراجا لتصليح السيارات في منطقة الشويخ الصناعية منذ 25 عاما لوكالة أنباء ((شينخوا)) أنها مهوسة بالسيارات منذ صغرها ، مضيفة "كان والدي يملك الكثير من السيارات القديمة ،التي كنت أفحصها وأجربها باستمرار، وفي أحد الأيام تعطلت سيارتي وحين أخذتها إلى الجراج ،تساءلت لم لا أفتح جراجا مثل هذا، لأتعلم واستزيد في الخبرة بعد أن كنت قد اجتزت دورة تدريبية في جامعة الكويت". وأمل الربيعة عصامية،إذ لم تتلق تعليما متخصصا في الميكانيكا ولكنها تعلمت بنفسها هذه المهنة ،وحرصت منذ البداية على التدرب والاشتراك في دورات تدريبية لتنمية مهاراتها ،إلى أن فتحت جراجا صغيرا في منطقة الشويخ الصناعية العام 1997، وتوضح "في البداية لم يصدق الناس أني فتحت جراجا لأعمل بنفسي على تصليح السيارات، كنت أما حينها لطفل وطفلة وكانت حياتي موزعة بين بيتي وعملي ولم أكن مقصرة أبدا مع أسرتي ". كثيرا ما تنهمك الربيعة وهي ترتدي ملابس باللون الأزرق في عملها ،فتراها تتناول مفكا ثم آخر لتنتقل بعدها إلى مهمات أخرى لإصلاح المحرك أو عمل سرفيس للسيارة وتقول إن جراجها هو كيانها ولا شيء يقيدها فيه. وعن بداياتها تقول " في 1997 واجهت مضايقات كثيرة وانتقادات وكان البعض يدخل إلى كاراجي ويتجرأ على انتقادي، لكن منذ 2010 بدأ الناس يتفتحون والعالم تغير وأصبحت الفتيات تتعلمن أساسيات الميكانيك". خلال السنوات الأخيرة بدأت الربيعة بتدريب الفتيات على كيفية التعامل مع السيارة في حال تعطلها، والتعرف على مصدر العطل ،حتى لا يقعن ضحية غش بعض ميكانيكيي السيارات ، الذين يستغلون النساء ويتربحون منهن، وتقول إن النساء كثيرا ما يتعرضن للغش ،عكس الرجال الذين يسألون كثيرا ،ويمكثون مع الميكانيكي وقتا طويلا ، للتعرف على السبب الحقيقي للعطب . وتابعت "هذا الوضع شجع الكثير من الفتيات والسيدات على الاتصال بي ...إنهن أكثر اطمئنانا عند التعامل مع امرأة، كما أحرص دوما على تعليم الفتيات المقبلات للحصول على رخصة القيادة على التعرف على أجزاء السيارة كلها وكيفية التصرف مع أي عطل". وعن مسيرتها وعما إذا تطور عملها خلال العقدين الماضيين ، توضح الربيعة " لقد تطورت كثيرا خلال هذه المسيرة وتعلمت أيضا من أخطائي ووجودي مع الناس وبين الجراجات، كما أن المهنة تطورت أيضا بفضل التجهيزات الجديدة كمعدات الرفع والفحص عن طريق الكمبيوتر ". وتعتقد الربيعة أن الفتيات الكويتيات أصبحن أكثر شجاعة اليوم مقارنة بالسابق ،وأكثر جرأة على ممارسة أعمال غير تقليدية ، بسبب التعليم وأيضا التطور التكنولوجي ،لكنها تشير الى أن غياب الدعم الحكومي حال دون توسع جراجها ومشروع دوراتها التدريبية ،بسبب ارتفاع الايجار الشهري الذي تدفعه نظير استغلال الجراج ،لكن الأمل مازال يحدوها لتحقيق هذا الحلم الذي يسكنها منذ فترة . والربيعة هي واحدة من السيدات الكويتيات اللواتي اثبتن قدرتهن على مواجهة الكثير من القيود الاجتماعية ،فخلال السنوات الماضية ،التحقت النساء بعدة قطاعات كانت حكرا على الرجال مثل القضاء والإطفاء والشرطة ،فيما ينتظر أن يعلن لاحقا عن التحاق أول دفعة من النساء بالجيش الكويتي ،بعد أن تم السماح لهن بذلك في أكتوبر من العام الماضي . وتمثل الكويتيات 82.3 % من إجمالي النساء العاملات في القطاع الحكومي ،إذ يصل عددهن الإجمالي إلى 191197 امرأة، بحسب إحصائيات صادرة في 30 يونيو 2020 عن الإدارة المركزية للإحصاء . وتوضح هذه الإحصائيات التي تضمنها التقرير عن نظام معلومات سوق العمل للعاملين بالقطاع الحكومي أن أغلبية الكويتيات يعملن في وزارة التربية ،إذ يصل عددهن في هذا القطاع إلى 77019 مواطنة ، فيما تحتل وزارة الصحة المرتبة الثانية من حيث تعداد الكويتيات والذي يصل إلى 8894 موظفة، بينما يصل عددهن في وزارة النفط الى 370 موظفة . وحصلت النساء في الكويت على حقوقهن السياسية في عام 2005 ،وهو العام الذي شهد تكليف أول وزيرة في تاريخ البلاد وهي معصومة المبارك ،التي أسندت لها حقيبة التخطيط والتنمية الإدارية . ولم تتمكن المرأة الكويتية من الظفر بمقاعد في مجلس الأمة إلا في عام 2009 بعد فوز كل من رولا دشتي وسلوى الجسار وأسيل العوضي ومعصومة المبارك بعضوية مجلس الأمة الذي يخلو في دورته الحالية من أي تمثيل نسائي .■

مشاركة :