حرب أوكرانيا تفجر موجة غلاء واحتجاجات في العراق

  • 3/9/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الناصرية (العراق) - تظاهر المئات الأربعاء في مدينة الناصرية في جنوب العراق احتجاجا على ارتفاع أسعار المواد الغذائية إثر الحرب في أوكرانيا، ما تسبب بمعاناة شريحة واسعة من السكان في بلد يواجه نسبة فقر وبطالة مرتفعين. والعراق ليس البلد الوحيد الذي يواجه أزمة مستجدة تتعلق بندرة المواد الغذائية وارتفاع الأسعار، فمعظم الدول التي تستورد القمح من روسيا وأوكرانيا تشهد موجة غلاء وشح في المواد الغذائية ومن ضمنها تونس ولبنان وغيرهما. وتواجه دول عديدة في العالم العربي لا سيما مصر ولبنان واليمن صعوبة في توفير الخبز على طاولة الطعام كون روسيا وأوكرانيا أول موردي القمح إليها. وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير/شباط في اضطرابات في سلاسل إمدادات الغذاء والطاقة ومن التوقع أن تتفاقم تلك الاضطرابات إذا طال أمد الحرب وأيضا بسبب العقوبات الغربية على روسيا. وبدأ عدة مستوردين في العالم البحث عن بدائل في الفترة الأخيرة لواردات القمح والشعير والعلف والذرة وغيرها من المواد الغذائية من روسيا وكذلك من أوكرانيا. وشهد العراق خلال الأسبوع الأخير ارتفاعا ملحوظا في أسعار المواد الغذائية الرئيسية لا سيما الطحين والزيت، وباتت المسألة محور النقاش العام في الآونة الأخيرة في بلد غني بالنفط شهد في أكتوبر/تشرين الأول 2019 تظاهرات ضد الفساد والبطالة وتردي الوضع الاقتصادي وتدهور البنى التحتية والفساد. ومنذ الصباح تجمّع أكثر من 500 محتج في ساحة الحبوبي حيث لا تزال ترتفع صور شباب قضوا خلال قمع تظاهرات أكتوبر/تشرين الأول 2019. وقال المتظاهر حسن كاظم وهو معلم متقاعد ورب أسرة من سبعة أفراد "نواجه مشكلة خانقة بسبب ارتفاع أسعار الخبز والمواد الغذائية"، مضيفا "بالكاد نتدبر أمورنا". ودفع ارتفاع الأسعار الحكومة في جلستها الثلاثاء إلى اتخاذ إجراءات للحدّ من الأزمة في بلد تبلغ نسبة البطالة بين الشباب فيه 40 بالمئة وثلث سكانه البالغ عددهم أكثر من 40 مليون نسمة يعانون من الفقر. من أبرز هذه الإجراءات، دعم رواتب شريحة واسعة من العراقيين من بينهم المتقاعدون ممن يتقاضون راتبا أقل من مليون دينار شهريا (681 دولار) والموظفون ممن يتقاضون راتبا اقل من 500 ألف دينار شهريا (341 دولار)، بمبلغ مئة ألف دينار (حوالي 70 دولار) شهريا. ومن الإجراءات أيضا وفق بيان لمجلس الوزراء "تصفير الرسم الجمركي على البضائع الأساسية من مواد غذائية ومواد بناء ومواد استهلاكية ضرورية لمدة شهرين وإعادة النظر بالقرار بعد معاينة الأزمة". وقال المتحدّث باسم وزارة التجارة العراقية محمد حنون إن أكثر المواد الغذائية التي تأثرت بالأزمة هي "أولا زيت الطعام لأن هناك أزمة كبيرة في العالم لكون أوكرانيا لديها ثقل كبير في موضوع الزيوت وأيضا الحنطة". وأثّرت الأزمة كذلك على إنتاج القطاع الزراعي، كما قال، لأن "السماد الكيمياوي المستخدم في الزراعة أغلبه أوكراني". وقال متظاهر آخر في الناصرية يدعى محمد حسن وهو مدرس ورب عائلة من خمسة أفراد إن "الأزمة تتفاقم بسرعة وتزايد جشع التجار في التلاعب بالأسعار للمواد الأساسية المتعلقة بحياة المواطنين". وشهدت محافظة بابل في وسط العراق أيضا تظاهرة الثلاثاء احتجاجا على ارتفاع الأسعار، تخللتها أعمال عنف أدت لإصابة ناشط بجروح خطيرة نتيجة تعرضه للضرب، وفقا لمصادر أمنية وطبية وهو يقبع في المستشفى وحالته مستقرة. وأعلنت وزارة الداخلية في بيان إلقاء القبض على "31 متهما مخالفا من الذين قاموا برفع أسعار المواد الغذائية واستغلال المواطنين".

مشاركة :