للمرة الثالثة في تاريخه، يتأهل العين إلى نهائي كأس رابطة المحترفين، والأولى منذ عام 2011، إنها الحقيقة التاريخية المتعلقة بوجود «الزعيم» في ختام البطولة، والتي تترجم جهد موسم كامل وعمل مبذول، من أجل إعادة «البنفسج» إلى مكانه الطبيعي فوق منصات التتويج المحلية. ولم يكن الأداء المتميز فنياً أمام الجزيرة فنياً، إلا ترجمة لتألق العين بأي تشكيلة، بغض النظر عن عدم التوفيق في ترجمة الفرص الأربعة السهلة أمام المرمى إلى أهداف، ولكن إجمالاً كان «الزعيم» الأخطر والأكثر سيطرة على مجريات اللعب، خصوصاً في الشوط الأول، وأكثر من ثلثي «النصف الثاني». وسدد «البنفسج» 14 تسديدة منها 3 على المرمى، مقابل 8 تسديدات للجزيرة منها مرتان على المرمى، وتألق خالد عيسى حارس العين الذي استعاد قدراته الفردية والفنية، وكأنه يعيد اكتشاف نفسه، كما يعيد تقديم أوراقه لرودولفو أروابارينا مدرب «الأبيض». فيما توزعت تسديدات العين المباشرة، بواقع مرتين في الشوط الأول والذي شهد غياب العناصر الأساسية، والدفع ببعض البدلاء في الهجوم، خاصة جوناتاس، وتسديدة في الشوط الثاني، فيما انتظر الجزيرة 80 دقيقة، حتى يسدد أول مرة بين العارضة والقائمين، والثانية في الدقيقة 84. وبعيداً عن الأرقام الفنية، نفذ الجهاز الفني للعين، بقيادة الأوكراني ريبروف سياسة «التدوير» التي اعتمدت على إراحة الأساسيين في بطولة مهمة بحجم كأس رابطة المحترفين، وفي نصف النهائي، سواء في الذهاب أو الإياب، وحقق المطلوب من الفلسفة الجديدة، وأولها زيادة الانسجام بين جميع العناصر، سواء الأساسيين أو الاحتياطين، مع تجربة بعض الأسماء التي تبتعد عن المشاركة بصفة أساسية، لتكون ذخيرة على «الدكة» وصناعة «أوراق رابحة» يمكن استغلالها في المواجهات المقبلة، خاصة أن «الزعيم» يسعى لحسم صدارة الدوري، حيث اطمأن على جاهزية جوناتاس ومحمد عباس، بالإضافة إلى كوامي واستعادة أغلب العائدين من الإصابة، لقدراتهم الفنية وآخرهم كايو كانيدو الذي ينفذ أدواراً فنية داخل الملعب حتى لو لم يسجل أهدافاً. ويعد منح الأساسيين راحة، بعد ضغط المباريات، خلال الجولات الماضية، أكبر مكاسب «الزعيم» من «سياسة التدوير» التي تم تنفيذها بطريقة استطاع بها ريبروف «خداع» منافسيه، بسبب كثرة تغييرات التشكيلة وطرق اللعب، ومن خلالها يقترب العين من المنافسة بقوة على لقبي الدوري وكأس الرابطة. وقبل ساعات من «الكلاسيكو» أمام الوحدة، أصبحت أغلب أوراق «البنفسج»، غير مكشوفة أو بمعنى أصح «متجددة» وكثيرة، بطريقة تتيح له تحقيق عنصر المفاجأة.
مشاركة :