الأسواق العالمية تنتظر بقلق «المركزي الأوروبي» وتقرير الوظائف الأمريكية

  • 11/29/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعد المكاسب اللافتة التي حصدتها كافة مؤشرات الأسهم العالمية الأسبوع قبل الماضي مرت بفترة نقاهة خلال الأسبوع الماضي الذي تميز بتوترات جيوسياسية مثيرة للقلق واقتصار أيام التداول في الأسواق الأمريكية على ثلاثة أيام ونصف بمناسبة عيد الشكر، لينتهي على معدلات تداول في الحد الأدنى. تسود حالة ترقب في الأسواق العالمية بانتظار يوم الجمعة المقبل الرابع من ديسمبر/ كانون الأول، الذي يكشف عن أهم تقرير اقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية وهو تقرير الوظائف لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني الذي على أساسه سوف يحدد الاحتياطي الفدرالي خطوته التالية بشأن رفع أسعار الفائدة. كما يترقب المستثمرون يوم الخميس اجتماعا للمركزي الأوروبي بخصوص برنامج التيسير الكمي. زخم قوي وانطلقت تداولات الأسبوع في آسيا مستمدة زخما قويا من أداء الأسهم الأمريكية مع متابعة دقيقة لتصريحات أعضاء مجلس الاحتياطي الفدرالي باعتبار إقدامه على رفع أسعار الفائدة الذي بات وشيكا، أهم محفزات المستثمرين في أسواق الأسهم العالمية مع ظهور مؤشرات على تحسن في أسعار السلع الاستراتيجية وعلى رأسها النفط الخام. وعوضت الأسهم الأوروبية الاثنين بعض خسائرها لكنها لم تفلح في تحقيق مكاسب، في حين أنهت الأسهم الأمريكية على تراجع وسط تكهنات بموسم مبيعات في عيد الشكر لا يرقى إلى مستوى الطموحات. لكن مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيسه مقابل منافساته من العملات الرئيسية تجاوز مئة نقطة لأول مرة منذ شهر مارس/ آذار. وانسحب الفتور في وول ستريت على تداولات آسيا الثلاثاء التي زاد من تردد المستثمرين في تداول أسهمها عدم استقرار أسعار النفط. لكن إسقاط الطائرة الروسية مساء تسبب في ترنح المؤشرات الأوروبية التي أنهت اليوم على خسائر بينما استفادت الأسهم الأمريكية من تسجيل بعض المكاسب في سعر الخام ساعدتها على الإفلات من الخسائر وإن كانت تداولاتها بقيت في المستويات الأدنى. وأنعشت المخاوف التي تسببت بها تركيا بإسقاطها الطائرة أسعار النفط الخام الأربعاء، حيث سجل برنت مكاسب زادت على 0.2% ما منح أسواق الأسهم فرصة لالتقاط الأنفاس عدا الآسيوية التي أنهت على تراجع محدود، أما الأمريكية فكان أداؤها مختلطا في آخر يوم تداول للأسبوع المنصرم لأن يوم الخميس عطلة عيد الشكر. برنامج التيسير الكمي وأنعشت الآمال المتعلقة بتوسعة برنامج التيسير الكمي للبنك المركزي الأوروبي، أسواق آسيا الخميس مضافة إلى الرهان على رفع أسعار الفائدة الأمريكية، كما أنعشت الأسهم الأوروبية أيضاً لتنهي على ارتفاع لافت. أما اليورو فقد بلغ أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ سبعة أشهر ونصف لنفس الأسباب. لكن الأسواق الآسيوية تكبدت خسائر لافتة يوم الجمعة بعد أن تراجع مؤشر شنغهاي بقوة بفعل تحقيقات بالفساد طالت بعض شركات الوساطة التي هوت أسهمها بقوة ما دفع الأسهم الآسيوية هبوطا لتنهي على تراجع بلغ 199 نقطة في مؤشر شنغهاي. وتسبب ذلك في تراجع الأسهم الأوروبية أيضا وإن بنسبة أقل مستفيدة من دفع برنامج التيسير الكمي. وانتهى الأسبوع في مختلف مؤشرات الأسهم العالمية عند حدود تغيرات لم تتجاوز نصف بالمئة صعوداً أوهبوطاً فيما عدا مؤشر شنغهاي الذي تصدر الخاسرين بنسبة 5.30% مغلقاً على 3436.30 نقطة. أما أكبر الرابحين فكان مؤشر داكس الذي أنهى على11293.76 نقطة حاصداً مكاسب بلغت 1.56%. إلا أن بقية المؤشرات الرئيسية لم تتجاوز حركتها 0.44% صعوداً كما في ناسداك و0.02% مكاسب مؤشر نيكاي الذي أغلق عند19883.94 نقطة. وأنهت السندات السيادية أسبوعها على مكاسب محدودة مستفيدة من ترنح مؤشرات الأسهم وانعدام الحافز للتداول فيها في ظل الاضطرابات الجيوسياسية، فضلاً عن التباين المعلن في السياسات النقدية بين ضفتي الأطلسي، حيث يعتزم البنك المركزي الأوروبي توسعة برنامج التحفيز في حين ينتظر أن يتشدد الاحتياطي الفدرالي في سياسته المالية عبر رفع أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل. وقد سجلت سندات الخزانة الأمريكية فئة السنتين الأشد حساسية للسياسة النقدية مكاسب بلغت نقطين خلال الأسبوع لتنهي معدلات العائد عليها عند 0.93%. أما نظيراتها الألمانية فحافظت على مستوياتها عند سالب 0.41%. خسائر جديدة للذهب تكبد الذهب تحت تأثير ضغوط ارتفاع الدولار خسائر جديدة تضاف إلى سلسلة خسائره التي بدأت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بعد أن وصلت رهانات رفع أسعار الفائدة الأمريكية في أسعار العقود الآجلة إلى حدود 74%. وأنهت الأونصة الأسبوع على 1057 دولاراً وهو أدنى سعر تسجله منذ عام 2010 ما يعني أنها فقدت 20 دولاراً على مدار الأسبوع. وأنهت السلع الاستراتيجية الأسبوع على تراجع طفيف عدا النفط الذي سجل مكاسب بنسبة 0.8% لينهي برميل برنت على 45 دولاراً. أما النحاس فقد سجل 4573 دولاراً للطن في سوق لندن فاقداً 1.4% يوم الجمعة لكن مكاسبه الأسبوعية حالت دون بلوغه أدنى مستوى له منذ ست سنوات عند 4443 دولاراً للطن. أما الدولار الذي برز نجماً جديداً في عالم الملاذات الآمنة فقد سجل مكاسب جديدة مقترباً من أعلى مستوى له أمام اليورو منذ 12 عاماً وسجل مؤشره الذي يقيس قيمته مقابل منافساته من العملات الرئيسية 100.05 نقطة مسجلاً مكاسب أسبوعية بلغت 0.5%. وجاءت النسبة الأعلى من مكاسبه بفضل تراجع اليورو مجدداً، وسط الآمال المتزايدة التي أنعشها البنك المركزي الأوروبي بتحفيز الاقتصاد، ليفقد اليورو الجمعة 0.1% من قيمته منهياً عند 1.0596 دولار.

مشاركة :