كيف تكون العلاقة بين الدين وسلطان العقل؟ ومن يستحق أن يتبع الآخر العقل أم النقل؟ هل استطاعت المعتزلة والجبرية والقدرية والعدمية من حل العلاقة بين الدين والعقل؟ هذا هو السؤال الذي يحير الكثير من المفكرين والفلاسفة والشعراء أيضًا، والحقيقة أن الترابط بين الدين والعقل ترابط أبدي فكل واحد منهما بحاجة للآخر فليس هناك إيمان بدون العقل.. فالعقل هو الأداة التي نستطيع بها تطبيق الدين وهو الأداة التي نستطيع بها فهم الدين الفهم الصحيح. ليس هنالك من تناقض بين الدين والعلم وكل الفلاسفة والمفكرين الذين تحدثوا في هذا الموضوع كانوا على إيمان عميق وإيمانهم هو من أشعل جذوة العقل والأفكار التي جعلت الفلسفة في مقدمة العلوم.. وكون الفلسفة هي العلم الأكثر تعقيدًا بين العلوم الدنيوية التي ندرسها ونقرأ عنها فهي على تناقض حتى بين أفكارها ولذلك نرى الفلسفة والفلاسفة في قمة التناقض حينًا حتى مع أنفسهم وفي قمة الاتفاق مع كل الموجودات في أحيانًا أخرى. في أوروبا ظهر الكثير من الفلاسفة والمفكرين الذين أظهروا خلافًا كبيرًا مع المسيحية ودعوا للحرية الكاملة وقد تكون الثورة الفرنسية أكبر ثورة دعت إلى تطبيق العقل قبل كل شيء فهي ثورة علمانية تنويرية والعقل ابنها الشرعي بجانب الحرية والعدالة والمساواة وهي شعارات رفعتها الثورة الفرنسية في ذلك الوقت. الحديث عن الفلسفة والفلاسفة لا يعني أبدًا الخروج على الدين وأحكامه فها هو توماس ستيرن إليوت الناقد الانجليزي الكبير والحداثي صاحب قصيدة (الأرض اليباب) تحدثنا الكثير من المصادر عن إيمانه بالدين واحترامه لمبادئ الدين وكذلك تخبرنا بعض المصادر عن المفكر الفرنسي الكبير فولتير عن أنه يرفض التناقض بين الدين والعلم. كانت العلاقة بين الدين والعلم محل للدراسة على مدار الحقب والأزمنة فالبعض يصف العلاقة بالصراع والبعض الآخر يصف العلاقة بالانسجام التام وتظل الجدلية قائمة بين الدين والعلم في كل الديانات والأزمنة.
مشاركة :