يعد قصر فارنيزي أحد أجمل مباني العاصمة الإيطالية روما، وللقصر تاريخ عريق، وتستخدمه فرنسا حاليا كمقر مستأجر لسفارتها لدى إيطاليا. واشترت فرنسا قصر فارنيزي عام 1911 لمدة 25 عاما وجعلته مقرا لسفارتها، لكن حكومة موسوليني استرجعت القصر عام 1936 واعتبرته تراثا إيطاليا يحق لها تملكه. ومنذ ذلك الحين، تستأجر فرنسا المبنى مقابل رسوم رمزية في إطار اتفاق لمدة 99 عاما، يمنح إيطاليا حق استخدام مقر باريسي تاريخي لتمثيلها الدبلوماسي، وتنتهي الاتفاقية الثنائية الاستثنائية في 2035. وكان الكاردينال ألكسندر فارنيزي قد اشترى الموقع عام 1495. ووضع المهندس المعماري أنطونيو دي سانغالو، تلميذ ومساعد الفنان الإيطالي الأشهر مايكلانغلو، تصميمات القصر، حيث بدأ العمل فيه عام 1515. وعقب تولي فارنيزي كرسي البابوية لاحقا في عام 1534. البابا بول الثالث، جرت أعمال توسعة للقصر، وأشرف على التصميمات هذه المرة مايكلانغلو شخصيا، ليتحول القصر إلى «درة أبنية عصر النهضة»، بحسب خبراء المعمار والآثار. وشهد تصميم القصر مجموعة نادرة من التماثيل واللوحات الزيتية والرسوم الجدارية، إلى جانب التألق المعماري، ما جعل منه تحفة خالدة لا مثيل لها، رغم ما تعرض له من بعض التخريب والإهمال على مدار العصور. ويشار إلى أن كريستينا ملكة السويد، التي أقامت في أحد صالونات القصر لمدة سبعة أشهر عام 1656، وسميت الصالة باسمها حتى اليوم، أسهمت بحسب الخبراء في تشويه جانب كبير من القصر آنذاك. حيث يقال: إن خدمها نهبوا الفضيات والسجاد واللوحات، كما دمروا بعض الأبواب الخشبية رائعة الجمال لاستخدامها كخشب للتدفئة. وخلال الأعوام الأخيرة من العقد الماضي، قامت الحكومة الفرنسية، بصفتها المستأجر للقصر، بعملية صيانة ضخمة استهلكت نحو ربع ميزانيات سفاراتها في العالم. وفي نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، عاد معرض الرسام الإيطالي أنيبال كاراتشي في قصر فارنيزي، والذي يعود إلى عصر النهضة 1597 – 1608 في روما، إلى مجده السابق بعد انتهاء مشروع الترميم بتكلفة مليون يورو، وكان سقفه المقام على طريقة التصوير الجصي قد خضع لعملية ترميم استغرقت 18 شهرا بتمويل من الصندوق العالمي للآثار. وأوضحت السفارة الفرنسية وقتها أن العامة سوف يتمكنون من رؤية المعرض كما لم يره أحد منذ القرن السابع عشر.
مشاركة :