أجويرو.. أيقونة «البلو مون» في «عصر النهضة»

  • 10/23/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

محمد حامد (دبي) لا يوجد اختلاف كبير بين الكيانات الكروية والحضارة الإنسانية، فكلاهما يمر بالمراحل ذاتها نشأة وتطوراً ونهضة وأفولاً ثم نهضة من جديد، هذا ما حدث لمان سيتي العريق، الذي تأسس عام 1880، أي قبل ما يقرب من 140 عاماً، وبالنظر إلى أن بطولة الدوري هي المقياس الأهم لمعرفة ما إذا كانت مسيرة النادي ناجحه، وتاريخه كبير أم لا، فقد حصل سيتي على لقب الدوري عام 1937، ثم كررها في 1968، وظفر بعدد من الكؤوس المحلية في فترة السبعينيات من القرن الماضي. ومع انتقال ملكية مان سيتي إلى أبوظبي عام 2008 بدأ التاريخ الحديث للنادي، ليتوج بطلاً للبريميرليج عامي 2012 و 2014، وسبقها بكأس إنجلترا 2011، كما استمر في المنافسة القوية على لقب الدوري طوال هذه السنوات، وحصل على كؤوس محلية أخرى، والأهم تأهل بصورة مستمرة لدوري الأبطال الأوروبي، وبلغ الدور قبل النهائي للبطولة، وها هو يسير بخطى واثقة مع مدربه الحالي بيب جوارديولا، سواء في البريميرليج أو دوري الأبطال، فقد فاز في آخر 11 مباراة في جميع البطولات، محرزاً 39 هدفاً، وحافظ على نظافة شباكه في 7 مباريات، مما يؤكد أن مسيرته هذا الموسم تثير الذعر محلياً وقارياً. «البلو مون» أكثر توهجاً بأهداف نجمه الأرجنتيني سيرجيو أجويرو، الذي يعد أيقونة «عصر النهضة الجديد»، فقد سجل للفريق 177 هدفاً في 262 مباراة خلال الفترة من صيف 2011 حتى الآن، وحصل مع الفريق على جميع بطولاته في العهد الظبياني، وهي 5 بطولات، أهمها لقب الدوري في مناسبتين، وخلال مباراة مان سيتي مع بيرنلي أمس الأول حقق أجويرو مجداً تاريخياً شخصياً وهو معادلة الهداف التاريخي للنادي برصيد 177 هدفاً، وهو الآن في حاجة إلى هدف واحد لكي يصبح الهداف التاريخي لمان سيتي منفرداً. إيريك بروك الذي عادل أجويرو رقمه سجل أهدافه الـ 177 في 499 مباراة خلال الفترة بين عامي 1927 و 1940، أي أن أجويرو يظل الأفضل قياساً بالمعدل التهديفي، والسنوات التي احتاج إليها لبلوغ هذا المجد، كما أن النجم الأرجنتيني هو أحد أكثر النجوم تأثيراً في مسيرة سيتي، أو هو بالأحرى أيقونة «البلو مون» في عصر النهضة، فقد سجل هدف الحسم التاريخي أمام كيو بي آر في نهاية موسم 2011 - 2012 وهو أول مواسمه مع الفريق، ليمنحه لقب الدوري بعد انتظار دام لما يقرب من 4 عقود، وعلى مستوى البريميرليج حقق أجويرو ما لم يحققه أي لاعب أرجنتيني أو لاتيني في تاريخ البطولة، فقد سجل حتى الآن 129 هدفاً، يحتل بها المرتبة الـ 12 على قائمة الأكثر تهديفاً في تاريخ الدوري الإنجليزي، بل إنه أفضل هداف من جميع قارات العالم «خارج أوروبا» في تاريخ البطولة، وعلى المستوى القاري شارك مع سيتي في 47 مباراة محرزاً 30 هدفاً، مما يؤكد أنه الأكثر تأثيراً في مسيرة البلو مون في الوقت الراهن، وعلى مدار السنوات الماضية تعد انطلاقة أجويرو الملقب بـ«كون» في عالم كرة القدم كانت تاريخية، فقد نجح في كسر رقم الأسطورة مارادونا في أول ظهور له، وقد حدث ذلك في 5 يوليو 2003، حينما شارك للمرة الأولى في مباراة رسمية مع فريق إندبندينتي ضد فريق سان لورينزو في الدوري الأرجنتيني، وكان عمره حينها 15 عاماً و 30 يوماً، ليصبح أصغر لاعب في تاريخ البطولة ضارباً رقم الأسطورة مارادونا. بيب جوارديولا المدير الفني لمان سيتي أشاد بأجويرو، وأكد أنه لاعب أسطوري في تاريخ مان سيتي وفقاً لما تقوله لغة الأرقام على الأقل، وأضاف: «نحن جميعاً في قمة السعادة لأن أجويرو عادل رقم الهداف التاريخي لمان سيتي، والآن نترقب الهدف القادم لينفرد بهذا المجد، أعتقد أنه يتعين عليه دعوتنا جميعاً للعشاء بهذه المناسبة السعيدة، الأرقام تؤكد أنه أسطورة كبيرة في تاريخ مان سيتي». وجاءت تصريحات جوارديولا، التي أشاد خلالها بمهاجمه الأرجنتيني لتحبط جميع محاولات الوقيعة بينهما، فقد حاولت الصحافة الإنجليزية دفع المدرب الإسباني لإطلاق تصريح سلبي تجاه أجويرو بعد سفره إلى أمستردام، وتعرضه لحادث سيارة أدى إلى غيابه لفترة عن الملاعب، كما أن الصحافة اللندنية لم تتوقف عن بث التقارير التي تشير إلى رغبة جوارديولا في الاستغناء عن المهاجم الأرجنتيني الذي لا تتناسب طريقته مع فكر المدرب الإسباني، ومع توالي أسابيع البريميرليج ثبت بالدليل العملي أن هذه التقارير لا أساس لها من الصحة. من ناحيته، أكد فابيان ديلف نجم مان سيتي أن أجويرو لن يتمكن من كسر بروك في المباريات المقبلة فحسب، بل سوف ينفرد برقم تاريخي جديد يصعب على أي مهاجم لمان سيتي أن يحطمه في المستقبل القريب، ووفقاً لما نقلته صحيفة «مانشستر إيفيننج نيوز» أضاف ديلف: «أعتقد أن أجويرو هو المهاجم الأفضل في البريميرليج، لا توجد لدي كلمات مناسبة لوصف قدراته التهديفية، أتوقع أن ينجح في كسر رقم الهداف التاريخي لمان سيتي، ليس هذا فحسب، بل إنه سوف يطمس هذا الرقم، وينفرد برقم جديد يصعب على الجميع تحطيمه».

مشاركة :