مرت سبعة أعوام على أول جريمة من نوعها في وطننا الآمن المستقر، حينما أطلق ثلاثة مسلحين ملثمين النار على مجموعة من الأشخاص في قرية الدالوة، مما أسفر عن مصرع ثمانية أشخاص وإصابة تسعة آخرين، الجريمة التي طوى الزمن قصتها، إلا أن العدل قرر أن يعيدها للواجهة بعد أن بسط سيفه؛ بتنفيذ حكم الله في المجموعة المجرمة التي كانت وراء الهجوم المسلح. لا ينسى أبناء الدالوة وكذلك أبناء البلدات المجاورة لها تلك الجريمة التي هزت وطننا برمته.. "الرياض" استعادت الحادثة تزامناً مع تطبيق الحكم الشرعي في مرتكبيها. الجندي الشهيد وإذا ما استرجعنا شريط الحادثة المروعة التي كان جل ضحاياها من الشباب، فإننا سنقف عند أحد الضحايا وهو العريف محمد المشرّف - أحد منتسبي الحرس الوطني -، ذلك الشاب الذي عشق وطنه فأقسم على كتاب الله للدفاع عن ترابه وطنه والذود عن حياضه، فلبس بزة الحرس الوطني مذ كان شاباً ليجعل من ذلك الحب شاهداً حياً على هذا الحب الذي ترعرع ونشأ عليه بل وغذى عليه أبناءه. محمد كان فجر كل يوم يرتدي تلك البزة مفاخراً بها، ومعاهداً تراب هذا الوطن العظيم بأن يفتديه، وهذا ما حصل، حينما كان أول شهيد وقع مضجراً بدمائه مع إطلاق أولى رصاصات الغدر واللؤم، إلاّ أن في وفاته مشهداً لم ينتهِ فصله الأخير، فقد ظل محمد محتضناً ابنه وشكّل درعاً واقياً وظل منحنياً وممسكاً به حتى بعدما لفظ أنفاسه، اخترقت أكثر من عشرين رصاصة جسده، إلا أن يديه اللتين تدربتا في ميادين الشرف في الحرس الوطني وتعودتْ على الإمساك بسلاحها حتى آخر لحظة، ظلتا ممسكتين بالطفل حتى بعدما فاضت روحه إلى بارئها. حادثة لا تُنسى في البداية قال الشيخ ياسين التريكي - وهو أحد الناجين من الحادثة - إنّه لاحظ آنذاك وقوف شخصين غريبين خارج المكان، وتوقف من بعد يتابع حركتهما، فما كان منهما إلا أنّ بادرا بإطلاق النار عليه، بعد أن شعرا بأنهما مكشوفان، ومع سماعه لإطلاق النار هرول باتجاه منزله وهما يلاحقانه فأصابوه في قدمه إصابة طفيفة، فيما تولى الباقون إطلاق النار على من كانوا بالداخل، لافتاً إلى أنّ الهجوم لم يستغرق سوى بضع دقائق قبل أن يلوذ المهاجمون بالفرار من الموقع مخلفين وراءهم جثث الشهداء والمصابين الغارقين في دمائهم، وزارعين في نفوس البشر الذعر والهلع. وتابع: نتذكر كيف زار صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية أهالي الدالوة في ذات المكان الذي وقع فيه الهجوم، وراح يعزيهم واحداً تلوى الآخر ليمسح بقلبه الكبير ويواسي عشرات الأسر التي هالها المصاب، فخفف ذلك الوقوف من حجم الألم الذي كان يعتصر قلوب الجميع. سيف العدل ينتصر وصف الأستاذ جاسم المشرف - أحد أقارب الضحايا - تنفيذ الحكم العادل على المجرمين مرتكبي جريمة الدالوة بأنّه يعد انتصاراً للعدالة وبسط الحق، مؤكداً بأن الجميع كان على ثقة منذ الدقائق الأولى للجريمة وطوال السنوات الماضية أن هذا اليوم حتماً سيأتي، وأن المجرمين لن يفلتوا بجريمتهم وأن سيف العدالة بانتظارهم وسيطالهم، معيداً التأكيد على أن ثقة جميع المواطنين كانت مبنية على معرفة الجميع كمواطنين بما يتمتع به الوطن من أمن عبر التجارب المتلاحقة لحكومة خادم الحرمين الشريفين في مكافحة الإرهاب، إذ لم تمر ساعات على تنفيذ الجريمة إلا وقد تمت السيطرة والقبض على المجرمين رغم تخفيهم الشديد، حيث أفشل الحس الأمني والاحترافية لرجال أمننا مساعيهم في الهرب بهذه الجريمة النكراء، ومن ثم تلاحقت واستمرت الملاحقات الأمنية لأوكار أولئك المجرمين، وسقط خلال ذلك العديد من الشهداء من رجال أمننا البواسل في حائل والقصيم. وتابع المشرف: كنا على ثقة في أن العدالة ستأخذ طريقها وأن كافة الأمور كانت تسير في طريقها الصحيح في ظل متابعة حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله -، ولا شك أن هذا اليوم فيه شفاء لصدور أهالي الشهداء والمكلومين والأيتام، كما أن تنفيذ القصاص سيخفف إلى حدٍ بعيد عن الآباء والأمهات المحزونين بفقد فلذات أكبادهم. مرارة الفقد فيما رفع حبيب المطاوعة - والد (زهير 18 سنوات) - وعيد المشرف والد - (مهدي 10 سنوات) - شكرهما لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - بعد تنفيذ حكم الشرع في الذين اغتالوا أبناءهم في بلدة الدالوة، وشددا على أنهم كانوا على يقين واطمئنان كاملين من أن العدالة ستأخذ مجراها، مشيرين إلى أنه ورغم مرارة فقد أبنائهم منذ سبعة أعوام إلا أن تنفيذ القصاص قد أطفأ تلك النار التي كانت في قلوبهم وقلوب أمهات الشهداء جراء فقدانهم لفلذات أكبادهم، لافتين إلى أن الحكومة الرشيدة تسعى دوماً لبسط الأمن والأمان وهذا ما يتحقق على الدوام في بلادنا الغالية. ألم وحزن خلّفه الحادث في قلوب الأهالي الشهيد العريف محمد المشرف مسرح الجريمة الفظيعة التي وقعت في الدالوة بالأحساء الشيخ حبيب المطوع يتحدث لـ«الرياض» في اليوم التالي للجريمة (أرشيفية) أبرياء سقطوا بيد الغدر والإرهاب
مشاركة :