أكدت الدكتورة فتون صائغ، عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز" لسيدتي نت" بأنّ السيول والفيضانات حدث طبيعي يمكن أن يكون لها آثار ضارة كبيرة ولكن يمكن أيضًا أن توفر فوائد بيئية هامة. حيث تساعد السيول عمومًا على انتشار المواد العضوية، والمواد الغذائية، والرواسب التي تخصب التربة والسهول الفيضية، كما أنها تجديد للموارد المائية والعمليات الحيوية في أي بيئة ومنها البحرية مثل الهجرة، ونثر البذور وبيض ويرقات الحيوانات البحرية، وتكوين مراعٍ جديدة. إلخ... كما أنّ النباتات والحيوانات البحرية كغيرها من البيئات تتكيف مع هذه الدورات الطبيعية. وأنّ المقياس الزمني مع شدة التدفق والمساحة التي تجري بها تلك السيول هي التي تحدد الخسائر والفوائد المترتبة على الفيضانات والسيول وهي العامل الحاسم في دراسة الآثار المترتبة في المدى القصير، قد تظهر السيول والفيضانات على شكل كارثة بيئية، حيث يحدث ترسيب قبيح للرواسب والحطام على الشواطئ وقاع البحر أو أي عائق طبيعي، وتدمر بذلك النباتات والحيوانات، وتسبب انقراضًا للأنواع المحلية منها. ومع ذلك على المدى الطويل فإنّ أحداث الفيضانات التي تشكل جزءًا من الدورة الطبيعية وضمان سلامة النباتات والحيوانات تتكيف مع الفيضانات المعرضة للبيئات وأداء تلك النظم الإيكولوجية. كما أنها تجديد طبيعي للمياه الجوفية، والمياه السطحية ومياه الشرب، وإنّ شدة التأثير السلبي تزيد وتطول عندما يعتمد تدفق تلك المياه على حركة التصريف عبر مجاري الصرف الصحي وسوء استخدام مجري أراضي السيول ناهيك عن الممارسات الإدارية الخاطئة والبنية التحتية السيئة. كما أنّ تواجد أراضي الردميات في مجرى التدفق الطبيعي للمياه السيول يمكن أن تؤثر على سرعة وعمق تدفقات المياه السطحية مما يسبب انجرافًا في التربة وهبوطًا سطحيًّا في بعض المناطق، كما أنّ خطورة التأثير على الكائنات الحية تكمن في ما قد تحمله تلك المياه من ملوثات صناعية وصرف صحي ومواد مغذية وخلافه. عندها يتضاعف الضرر المترتب على البيئة بشكل عام والبحرية بشكل خاص لأنها محطة من المحطات النهائية تلك المياه المتدفقة .لو أنّ تخطيط مدننا تتبع التصريف الطبيعي، واتبعه في التخطيط لتصريف تلك المياه بحيث لا يعتمد على المضخات الصناعية لتوجيه تدفق تلك المياه وإبعاد العمران عن تلك المجاري ووقف نشاطات ردم الشواطئ والأراضي لكانت الفائدة أعم ..ولتفادينا معظم مشاكلنا عندما تحدث تلك الظاهرة.
مشاركة :