القوة الناعمة الإماراتية: نجاح متواصل

  • 3/16/2022
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

لا يمثل تصدُّر دولة الإمارات العربية المتحدة دولَ منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا «مؤشر القوة الناعمة 2022»، مفاجأةً لأحد، فقد أصبح ذلك أمراً طبيعيّاً ومعتاداً، لكن التقرير الذي تُصدره شركة «براند فاينينس» البريطانية المرموقة، يحمل دلالات ومعاني مهمة يمكن الإشارة إليها لتقدير قيمة الإنجاز وأهميته. إن القوة الناعمة تعني، في بعض جوانبها، قدرةَ الدول على صناعة نموذج جاذب في جميع جوانب الحياة، تلمسه فئات مختلفة في كل أنحاء العالم، بدءاً من الدول الأخرى ومروراً بالشركات والمؤسسات والأفراد، وتُعجب به، وتجد فيه تجربةً ملهمةً يمكن أن تقود دولاً ومجتمعات أخرى إلى النجاح والتقدم والازدهار بجانبيه المادي والمعنوي، ويحتاج ذلك إلى تخطيط مُحكم للنهوض بكل جوانب الحياة، وهو ما عملت دولة الإمارات على تحقيقه منذ وقت طويل. ومما يمكن التوقف عنده في تقرير العام الحالي، أن دولة الإمارات تقدّمت مرتبتين في الترتيب العالمي، لتحتل المركز الخامس عشر مقابل المركز السابع عشر العام الماضي. وهو استمرار لمسار لا يعرف غير التقدُّم المُطّرد والمضي إلى الأمام. ويمكن أن يبدو حجم الإنجاز أكثر وضوحاً إذا عرفنا أن الإمارات تسبق في مؤشر القوة الناعمة دولاً مثل هولندا والنرويج والدنمارك وبلجيكا وسنغافورة ونيوزيلندا والنمسا ولكسمبورغ. ولا يقل أهمية عن ذلك أن التقدم الأكبر الذي حققته دولة الإمارات يتعلق بمؤشر «التعليم والعمل»، إذ يعكس بشكل جلي ما أنجزته خطط التعليم والبحث العلمي في الدولة وما قطعته من خطوات، بحيث يصبح من أكثر النظم التعليمية تقدُّماً في العالم، وإيجاد مناخ داعم للبحث العلمي وبيئة صديقة للعلم، في ظل وجود مشروعات كبرى تعتمد على المعرفة المتقدمة، في مجالات مثل الفضاء والطاقة النووية والذكاء الاصطناعي. وحدث ذلك في ظل ظروف جائحة كورونا التي أثبتت قدرةَ الدولة على المضي في خططها أيّاً كانت التحديات والعوائق. ويعود التقدم الُمطِّرد في «القوة الناعمة» للإمارات، إلى عمل مؤسسي واعٍ نابع من رؤية القيادة الرشيدة للدولة، التي أدركت أهميتها مبكراً. ويمثل تأسيس «مجلس الإمارات للقوة الناعمة» التابع لمجلس الوزراء، وإطلاقه «استراتيجية الإمارات للقوة الناعمة» عام 2017، صورة للجهود المؤسسية التي آتت ثمارَها سريعاً، ذلك أنها استندت من الأصل إلى نجاحات مشهودة حققتها الدولة، ومكانة عالمية مرموقة جعلتها طرفاً مؤثراً على المستويين الإقليمي والعالمي يحظى بالاحترام والمصداقية والثقة، ومكاناً جاذباً لمئات الملايين من البشر من شتى أنحاء العالم، ممن يُعربون عن رغبتهم وأملهم في العيش فيها، وهو ما يمكن اعتباره «استفتاءً عالميّاً» على القوة الناعمة، تفوز فيه دولة الإمارات بجدارة. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية

مشاركة :