قيثارة الوطن.. وداعا

  • 3/17/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لن تستطيع أن تغني للدار والأرض والوطن إذا لم تلهمك طبيعتهاَ…وصحراءها وبرها وبحرها صيفها وشتاءها ووشوشة نخيلها وتغريد طيورها بالحب والانتماء والطرب لها في كل أحوالها سلمها وحربها كرمها ووفاءها… أو قسوتها وتغيرها ولأجل ذلك كانت العرب أشعر وأجود وأوفى الشعوب بالرغم من قساوة أرضها ولهيب شموسها وقلة خيرات صحراءها وجبالها وتهمانها في أحوال كثيرة.. ☀️☀️☀️☀️☀️ أن تغني للوطن أجمل أغانيه واناشيده وتتفنن بالتمجيد له أرضا ورمزا وهوية وشعارا.. ولا يزيدك لهيب شمسه الساطع وحصار يمه الشاسع من جهاته اجمع ولا أهوال المواجه وأعاصيره ارتفاعا كالجبال.. إلا عزما وإصرارا في الجهر بحبك وانتماءك لأرضه وسماءه وجباله وبره وبحره فأنت ولا ريب سعودي ناصيته جازان..ومهده فرسان.. ☀️☀️☀️☀️☀️ إذا لم تزدك تشكل الطبيعة والتضاريس والمناخ فيه وتقلباتها إلا أن تكون مواطنا صالحا وشاعرا ملهما وأديبا رفيعا يخلد اسمه وذكراه وتدرس أغنيات واناشيد الوطن التي ابدع في سكبها ترفا شعريا نابعا من أعماقه حتى عانق جسده التراب.. فله منا كل الدعوات وله منا كل السلام ☀️☀️☀️☀️☀️ “علي محمد صيقل” كنا نلتقي معظم الصباحات في بهو ديوان الإمارة نتبادل التحايا.. ونتهادى عليها طرفة أو نكتة صغيره من طرفه أو من قبلي نبدأ بها تفاصيل يومنا المثقل بالمسؤوليات والضغوط….قد لا نفهم أو نستسيغ كنه الطرفه أو النكته حتى لو كانت عن صديق عبر من جوارنا في تلك اللحظة وكان في عجلة من أمره…. لكننا نضحك للتسليك فحسب… واختصار لباقي التفاصيل دوما صوته منخفض لربما دليل حكمة وخبرة مستنيرة في الحياة وضحكته صغيره تشبه وشوشة النخيل الفرساني… ومتواريه وقد لا ترى أو تسمع ويواريها بين فتحة رقبة ثوبه وصدره كناية عن أدب رفيع واتيكيت عالي المقام.. وقد نلتقي مع صديقنا وأخونا الفقيد ا. تركي القصيبي يرحمه الله في مكتبه لتقويم برنامج يومنا ومناقشة أدق تفاصيله اذا لزم الأمر أخذ مشورته َوفي المساء حينما أكون في مكتب الجريدة أو التوجه لمقر النادي الأدبي حيث الفقيد كان ينوء بمسؤولية سكرتارية أو أمانة النادي.. تتسع فرصة اللقاء ومساحة الطرفة والابتسامة والخوض في تفاصيل الحركة الأدبية والثقافية عبر النادي وفعالياته المتنوعة والرائعة… قلت له ابا محمد تراني ربما أول صحفي أو كاتب يكتب عن قصيدتك الشهيرة أغنية للوطن اخترتها من ديوانك الذي شرفتني بإهداءه وكتبت المقال أثناء عودتي من رحلة فرسانية عبر العبارة وحتى قبل أن يترنم بها أداءا وألحانا فنانا الكبير محمد عمر…. فقال لي أن ذلك مما يسعدني ويزيدني سرورا… ☀️☀️☀️☀️☀️ كان شخصية أدبية يعمل في صمت ولا يعشق الأضواء أو يبحث عنها… هادئ الطباع والسكينة في مكتبه وفي حياته الاجتماعية وحتى أيضا من خلال الأمسيات الشعرية أو اللقاءات الأدبية والصحفية معه مما يشي بخلق رفيع وادب جم وقد ابلى بلاءا حسنا في كل المسؤوليات التي توكل إليه وخاصة في جائزة السنوسي التي كان للأدباء الأفاضل وعلى الأخص المرحوم أحمد إبراهيم الحربي ومحمد إبراهيم يعقوب وحسن الصلهبي وغيرهم أدوار يشكرون عليها…. ☀️☀️☀️☀️☀️ غادرنا الأديب والشاعر الراقي في هدوء مستكين يشبه الجلوس الصامت تحت نخلة عتيقة قبالة جزيرة فرسانية نائية لا تتحدث أغصانها إلا مع وشوشة الريح وتغريد العصافير المهاجرة… وشاعر ملهم رفيع تغزل في مكانها وجمالها وأبرز مفاتنها كلها فبادلته حبا بحب وبكت عليه حين رحيله…. ☀️☀️☀️☀️☀️ رحمك الله ياقيثارة الوطن ولحنه الخالد يامن سكبت عطر قصائدك وتبر كلماتك في أردية وشمغ ومشالح الوطن الشامخة والخالدة وسطرت في أمجاده وبطولاته أجمل معاني الوفاء والإنتماء حتى أصبحت قصائدك وكلماتك في كل بيت ومحفل وشاشة… عزاءنا لأبناءك واسرتك ومحبيك في كل مكان.. والله المستعان

مشاركة :