أثار القصف الصاروخي الإيراني على مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، تساؤلات عما إذا تحولت العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية. وشكلت الضربات الإيرانية سابقة خطيرة وسط تحذيرات من قصف إيراني جديد يطال عددًا من المدن العراقية، بعد تهديد الحرس الثوري تكرار استهدافاته على الأراضي العراقية بذريعة الانتقام من إسرائيل، كما ناقش برنامج «هنا الرياض» المذاع على قناة الخليجية. الأمر الذي دفع الكثيرين للدعوة إلى وجوب التحرك بجدية ضد الانتهاكات التي تطال السيادة العراقية بما في ذلك التحرك الدولي. وينادي العراقيون الحكومة بالتحرك والرد على القصف الأخير ضد أربيل، ويرون أنه رغم الحرص على الحفاظ على مبدأ حسن الجوار إلا أن الأمر نفسه لم يحدث مع العراق. وفي الوقت الذي تسعى فيه إيران لتحويل العراق إلى أرض خصبة لتصفية الحسابات، تشهد مدينة الناصرية منذ يومين حراكًا شعبيًّا رافضًا لافتتاح ملحقية إيرانية في البصرة، مع تلويح المحتجين بالتصعيد وإحراق المبنى المقرر فتح القنصلية الإيرانية فيه. ويرى عراقيون أن «البلاد بحاجة إلى انتفاضة حكومية شعبية حزبية، لا يمكن أن يظل العراق ساحة للتصفيات الإيرانية والتركية والأمريكية وغيرها.. البلاد بحاجة إلى حكومة حازمة ترد بالمثل». ويبدو أن طهران، التي اعتمدت خلال السنوات الماضية على ميليشياتها المسلحة لتحويل العراق إلى ساحة للمواجهة، قررت التحرك بصفة رسمية، وهو ما أكده اعتراف الحرس الثوري الإيراني بالانتقام من الولايات المتحدة وإسرائيل عبر استباحة الأراضي العراقية. ومن جهتها، جددت الولايات المتحدة التأكيد على دعمها للعراق والوقوف أمام التهديدات الإيرانية ووقف انتهاك السيادة العراقية.