إعادة النظر في مفهوم السفر | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 12/1/2015
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

السّعوديّون شَعبٌ مِسْفَار، يُحبّ السَّفَر، وأحيَاناً يُحبّ الهرُوب، إمَّا مِن المُنَاسبات الاجتَماعيّة الرَّسميّة، أو مِن الحَرِّ، أو بسَبَب عَامِل آَخَر لَه عَلَاقة بالمُسَافر نَفسه، مِثل العِلاج، أو التَّرفيه، أو الونَاسَة..! إنَّ السَّفَرَ ظَاهرةٌ حَضَاريّة، عُرفت مُنذ قَديم الزَّمن، وقَد بَاركها القُرآن، حَيثُ قَال الله -عَزّ وجَلّ-: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ)، ولَكن -رَغم كَثرة الأسفَار- هَل حَقّقنا أهدَاف ونتَائج السَّفَر..؟! يَقول الإمَام الشَّافعي: تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلُا وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ تَفريجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَةٍ وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَة ُمَاجِد وحِين عَلّق الأَديب الكَبير «يحيى المعلّمي»؛ عَلى هَذين البَيتين في كِتَابه: «جَولات في ريَاض الأَدَب»، أضَاف فَائِدة سَادِسَة، وهي فَائِدَة الانتدَاب، التي جَاءت مَع النِّظَام الإدَاري في العَصر الحَديث..! إنَّ السَّفَرَ مُهمٌّ، حتَّى لَو كُنتَ مِن ذَوي الدَّخل المَحدود، فمَا عَليكَ إلَّا اختيَار الوجهة والسّكن والمَكان؛ وَفق حدُود مِيزَانيّتك، حَيثُ تَمدّ رجلك عَلى قَدر ريَالاتك، وتَأكَّد أنَّك ستَجد في كُلّ بِلادٍ حَلَلَت؛ أهلاً وجيرَان، وقَد قَال الشَّاعِر «صريع الغواني»: ولَا يَمنعنّك خَفضُ العَيش في دِعَةٍ نزُوع نَفسٍ إلَى أَهلٍ وأوطَانِ تَلقى بكلّ بِلادٍ إنْ حَللْتَ بهَا أهلاً بأَهلٍ وجيرَاناً بجِيرانِ إنَّ السَّفَر قَد يَمنحك أشيَاء لَن تَجدها في وَطنك، وفي هَذا يَقول أَحَد الفَلَاسِفَة: (رُبَّما أسفَر السّفر عَن الظّفر، بِمَا تَعذّر في الوَطَن)..! أكثَر مِن ذَلك: يَقول الفَيلسوف «فرانسيس بيكون»: (الأسفَارُ عِلمٌ للشبّان، واختبَار للشّيوخ)..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ نُؤكِّد أنَّ السَّفَر يُسْفر؛ ويَكشف ويُوضّح أخلَاق الرِّجَال، حَيثُ يَقول الفَيلسوف السَّاخِر «توفيق الحكيم»: (إذَا أَردتَ أنْ تَعرف أخلَاق شَخص، فاستَشره، أو رَافقه في السَّفر)..!!! T: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :