دَخَلَت كَلِمَة "دَاعِش" عَلى حيَاتنا اليَوميّة والإعلاميّة، وأصبَحت سيّدة الكَلِمَات التي تُذكر آنَاء اللَّيل وأطرَاف النَّهار، ولَم يَعُد أحد في طُول البلَاد وعَرضها لَم يَسمع عَن "دَاعِش"..! مِن هَذا المُنْطَلَق أَخذتُ أبحَثُ عَن مَعنى "دَاعِش" في قَواميس اللُّغة، فلَم أَجد لهَذَا الجَذر اللُّغوي أي وجُود، لذَلك -بوَصفي جَاحِظ القَرن العشرين- دَعوني أتدعششُ لُغويًّا، وأُجذِّر الكَلِمَة، وأُؤسِّس لَها، وأبدَأ -مُستعينًا بالله-: دَعَشَ الرَّجل يدعشُ دَعشًا، أي اعتَدَى وبَطَش، وتَفنّن في القَتل..! ورَجُل دَعُوش، أي كَثير الاعتدَاء والسَّرِقَة والنَّهب، ورَجُل مَدْعُوش، أي مَقتُول عَلى أَيدي الدَّواعِش المُجرمين، ودعَشَ الرَّجُل، أي أَرعَب النَّاس بنَظره، والتَّحديق فيهم، ومِن ذَلك قَول الشَّاعِر: إِنَّ العُيُونَ التِي فِي طَرْفِهَا دَعَشٌ دَعَشْنَنَا ثُمَّ لَمْ يُحْيِينَ دَعْشَانَا والدّويعش مِن الغرِّ مِن الشَّباب؛ الذي دَخَل في "دَاعِش" دخُولاً ضَعيفًا، ولَم يَقتنع بِهَا اقتنَاعًا تَامًّا، ولَكنَّه دَخَل فيها مُجَاملةً، ومُجَارَاةً لمُجتمعه..! والمدَعْشِشُ مِن القَوم، هو المُغرِّر؛ الذي يَستدرج صِغَار السِّن؛ ليَكونوا دَواعِش المُستقبل..! والمُستدعِشُ، هو الذي يَتعاطَف مَع دَاعش بسذَاجَة صَفراء، دون أنْ يَعرف أهدَاف هَذا التَّنظيم، ولا جذُوره، ولا تَحوّلاته..! والتَّداعُش، هو أنْ يَجلس القَوم في مَجالسهم، ويَتذاكرون حَول دَاعِش..! وتَدعشَشَ الرَّجُل عَلى وَزن تَفَعْلَل، أي صَار في طَريقه إلَى الدّخول في تَنظيم دَاعِش..! قَال "سيبويه العرفج": والدَّاعِشة مِن النِّسَاء: هي مَن تَنشر أفكَار الدَّواعِش بَين صُويحبَاتها، لذَلك يُقال: "امرَأة دَاعشيّة"، ولا تَرفض نكَاح الجِهَاد، أو جِهَاد النِّكَاح، وأجَاز "ابن عرفج" قَول: "امرَأة دَعشُوشَة"، و"متدعشِشَة"، والأُولى أَصَح..! وأخيرًا: رَجُل مَدعوش أي غُرّر بِه، ودَخَل في حَركة دَاعِش..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ نُؤكِّد أنَّ هَذه صَفحة لُغويّة أُولَى، قَابِلَة للتَّطوير والتَّبديل.. قَائلين: "اتَّقِ شَرّ مَن تَدعشَشَ إليك"..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain