الأَخلَاق هي غَاية الأُمَم المُتحضِّرَة، وقَد اعتُبرت الأخلَاق -في مَشَارِق الأَرض ومَغاربها- مِقيَاساً فِعلياً لتَطوُّر الشّعوب ونموّها، كَمَا أَسْهَب الفَلَاسِفَة في شَرح الأخلَاق ومَعانيها، لدَرجة أنَّ الأديب «أحمد أمين»؛ ألّف كِتَاباً بعنوَان «الأخلَاق»..! ولَا ريب أنَّ لكُلِّ أُمَّةٍ معيَارها وميزَانها، ومقيَاسها وتعريفهَا للأخلَاق، وقَد تَكون هُنَاك أخلَاقٌ عَامَّة للحضَارة البشريّة، مِثل التزَامك بالطَّابور الذي تَحترمه كُلّ الشّعوب -باستثنَاء العَرَب وبَعض العَجَم-، وهُنَاك أَخلَاق خَاصَّة لهَذا الشَّعب أو ذَاك، مِثل رُقيّ عَلاقة الأُوربيين بالحيوَانَات، وبالذَّات الكِلَاب والقطَط..! وطَالما أنَّ لكُلِّ شَعبٍ مَفهومه الخَاص للأخلَاق، فلَا غَرَابَة أنْ يَكون لكُلِّ رَجُلٍ مَفهومه الأخلَاقي الخَاص، وهَذا مَا أُريد الوصُول إليهِ، حَيثُ سأُركّز عَلى الأخلَاق عِند شَاعر الأُمرَاء؛ وأَمير الشُّعرَاء «أحمد شوقي»، ومَفهومهَا ووَظيفتهَا، حَيثُ اعتَبَر الأخلَاق هي المَرجع في صَلَاح الإنسَان، حِين قَال: صَلاَحُ أَمْرِكَ لِلأَخْلاَقِ مَرْجِعُهُ فَقَوِّمِ النَّفْسَ بِالأَخْلاَقِ تَسْتَقِمِ إنَّ صَلاح الفَرد بِدَاية صَلاح المُجتمع، فإذَا صَلح الأفرَاد صَلحت الأُمَّة بطَريقَة تِلقَائيّة، وقَد رَبَط «شَوقي» بَقَاء المُجتَمَع ببَقَاء الأخلَاق، حِين قَال: وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاَقُ مَا بَقِيَتْ فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاَقُهُمْ ذَهَبُوا ولَم يَكتفِ شَاعرنا الكَبير «أحمد شوقي» بهَذا البَيت؛ فِيمَا يَخصُّ الأخلَاق وبنَاء الأُمَم، بَل تَدارك أهميّة الأخلَاق في قَصيدة أُخرَى، يُولْوِل ويَبكي فِيهَا عَلى تِلك الأُمَم، التي تُصَاب في أخلَاقها، حَيثُ يَقول: وَإِذَا أُصِيبَ القَوْمُ فِي أَخْلاَقِهِمْ فَأَقِمْ عَلَيْهِمْ مَأْتَماً وَعَوِيلاً حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ نَختم الكَلَام بعِبَارةٍ ذَهبيّة تُؤكِّد أَهمّية الأخلَاق، حَيثُ يَقول «نابليون بونابرت»: (تَفسُد المُؤسّسات حِين لَا تَكون قَاعدتُها الأخلَاقَ)..!!! T: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com
مشاركة :