حين تبكي نزاهة على اللبن المسكوب

  • 12/1/2015
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن سؤالا بريئا ذلك السؤال الذي طرحه محرر «عكاظ» الزميل فارس القحطاني على المتحدث باسم هيئة مكافحة الفساد عن عدد الفرق التي قال المتحدث إن الهيئة قد أرسلتها لاستقصاء الأضرار التي لحقت بالمواطنين وممتلكاتهم جراء السيول التي شهدتها مختلف مناطق المملكة مؤخرا، ولما لم يكن بإمكان المتحدث باسم هيئة مكافحة الفساد أن يفصح عن عدد تلك الفرق كما تقتضي الإجابة على السؤال فقد اكتفى بإجابة عامة أشار فيها إلى أن الفرق توجهت إلى المناطق التي تضررت من السيول، وهو أمر منطقي جدا فلا أحد يتوقع أن تلك الفرق سوف تتوجه إلى مناطق غير تلك التي تضررت من السيول. السؤال الذي لم يكن بريئا استدعته ضخامة المهمة التي تستهدف رصد الأضرار والخسائر والتي تصدت لها هيئة مكافحة الفساد، فالأمطار عمت المملكة وأضرارها لم تسلم منها منطقة من المناطق، وحين يقول المتحدث باسم هيئة مكافحة الفساد أن هذه المهمة سوف تستمر أسبوعا فإن ذلك يعني أن الهيئة سوف تحقق معجزة لم تحققها لجان أخرى هي أكثر عددا وتجهيزا وتخصصا واختصاصا في كل منطقة من المناطق. وإذا لم يكن هناك بد من إحسان الظن بالهيئة بحيث لا يكون تصديها لهذه المهمة وإرسالها فرقها التي سوف ترصد أضرار وخسائر السيول في كافة المناطق المتضررة خلال أسبوع من باب رفع العتب فإن على الهيئة أن تدرك أنها تأخرت كثيرا فمهمتها كان ينبغي لها أن تبدأ قبل وقوع هذه الخسائر ولو أنها أرسلت فرقها لكي تدقق في حسابات الأموال التي رصدتها الدولة لحماية المواطنين من أضرار الأمطار وقارنتها بما يتم تنفيذه من المشاريع وما يتم صرفه عليها، لو أنها فعلت ذلك ما احتاجت أن ترسل فرقها الآن لكي يشاركوا المواطنين البكاء على اللبن المسكوب.

مشاركة :