حتى لا يبكي عراق العروبة على اللبن المسكوب

  • 12/16/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

لا يمكن إغفال النشوة التي دبَّت في أوساط -بل في أفئدة وأوصال- السعوديين والعراقيين والعرب أجمعين، فور توقيع محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي- العراقي، كما لا يمكن إغفال النشوة العربية والعالمية بما حدث ويحدث من انكسار أو اندحار تنظيم داعش.تلك مقدمة لازمة، أو مدخل سليم للحديث بهدوء عن الحشد الشعبي في العراق الشقيق! أما مناسبة الحديث، فهي ما نشرته «الشرق الأوسط» في عدد الأحد الماضي عن تأكيد قادة تحالف الحشد «مشكورين»؛ بأنهم لا يطمحون في الفترة الحالية لرئاسة الوزراء من خلال الانتخابات، التي يستعدون لها، والتي ستجري منتصف مايو 2018م.ولقد كان يمكن أن يمضى الحديث على هذا النحو السياسي، رغم المكونات أو المسميات المخيفة للتحالف، لولا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان يتحدث في نفس اليوم -بل في نفس الصفحة من «الشرق الأوسط»- عن ضرورة «النزع التدريجي لسلاح الحشد الشعبي»، وحل «الميليشيات في العراق».أما عن المسميات، فقد جاءت على لسان المتحدث باسم «عصائب أهل الحق» نعيم العبودي، على النحو التالي: «كتائب سيد الشهداء»، «حزب الله العراقي»، «منظمة بدر»، «حركة أوفياء».. أما عن تأسيس التحالف لقائمة انتخابية موحدة باسم «حلف المجاهدين»، فيقول العبودي بتواضع أيضاً: إن هذه التسمية تتعلق بوصف أطلقه البعض.ومن المخيف الذي جاء كذلك في حديث العبودي، ما ذكره عن «حركة النجباء»، التي لن تخوض الانتخابات المقبلة، لأن عناصرها أو أفرادها «غير مهيّئين لخوض الانتخابات لأسباب فنية»، لكن العبودي في نفس الوقت لا ينكر دعم الحركة «المُصنَّفة أمريكياً في قوائم الإرهاب»! كما لا ينكر العبودي الذي فرض نفسه واسمه على الساحة العراقية، كما لو كان حسن نصرالله أو عبدالملك الحوثي، «العلاقة الجيدة» التي تربطه وتربط تحالف الحشد الشعبي بنور المالكي!في ضوء ذلك كله وأكثر منه، وفي ضوء ما يُعانيه لبنان العربي من أفعال «حزب الله»، وما يُعانيه اليمن العربي من أفاعيل «أنصار الله»، أقول وبالله التوفيق وعليه الاتكال: إن الأمة العربية لا تحتاج أحزابا تخصم بل تستنزف من رصيدها القومي، كما لا تحتاج أسلحة خارج منظومة جيوشها تخصم من رصيدها العسكري! وبالجملة، فإن الأمة لا تحتاج لنزعاتٍ أخرى غير عربية، ولا هويات أخرى غير الهوية العربية!وإذا كان الحشد الشعبي قد نشأ في العراق بداعي التصدي للعنف والإرهاب، الذي مارسه داعش، وتلك قد تكون وسيلة محمودة من وجهة نظر البعض، خاصة إذا اعترفنا بعجز الجيوش! فإن حزب الله في لبنان نشأ بداعي مقاومة الاحتلال الإسرائيلي للجنوب.

مشاركة :