جميع المؤسسات المالية الدولية ترجح ضربة قوية لأسعار الغذاء والطاقة لدول الشرق الأوسط وشمال افريقيا التي تعتمد على استيراد الحبوب من قمح إلى غيره للغذاء والزراعة من أوكرانيا وروسيا. وارتفاع أسعار الطاقة العالمية سيؤثر بشكل كبير على دول الشرق الأوسط المستوردة للطاقة، على سبيل المثال قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا إنها قلقة على مصر جراء أرتفاع اسعارالغذاء والطاقة. الغزو الروسي على أوكرانيا أثر على امدادات القمح العالمية التي ثلثها من روسيا وأوكرانيا. وارتفعت أسعار القمح العالمية بـ ٤٨ في المئة في العالم وأسعار رغيف الخبز الغير مدعوم في مصر بنحو ٥٠ في المئة وأسعار أعلاف الدواجن المكونة بشكل أساسي من الذرة بنسبة اكثر من ١٥ في المئة منذ الحرب .ومصر من بين أكبر مستوردي القمح في العالم و٧٥ % من احتياجاتها من الذرة بينها ٣٠ في المئة من أوكرانيا . وقد منعت أوكرانيا تصدير القمح خوفا من ازمة إنسانية فيها .وارتفع معدل التضخم في مصر الى اعلى المستوى له في ٣١ شهر خلال الشهر الماضي، ودول أخرى تواجه ازمة غذاء بسبب اعتمادها على استيراد القمح الروسي والأوكراني في ظل الحرب فاكثر الدول تضررا هي الآن لبنان واليمن إضافة الى مصر . منذ بداية الشهر اختفى الطحين من المتاجر في لبنان وارتفع سعر الخبز ب٧٠ في المئة .ولبنان يعاني من انهيار مالي منذ اكثر من سنة ونصف عندما انهارت قيمة عملته ب٩٠ في المئة وستتأزم الحياة المعيشية فيه . قال في هذا الصدد ممثل مستوردي القمح في لبنان احمد حطيط لوكالة الانباء الفرنسية " لدينا خمس بواخر في البحر حاليا محملة بالقمح جميعها من أوكرانيا .المخزون الحالي بالإضافة الى البواخر الخمسةيكفي لشهر ونصف فقط .ولبنان يستورد بين ٦٠٠ الى ٦٥٠ الف طن سنويا ثمانون في المئة منها من أوكرانيا "واذا طالت الحرب الروسية على أوكرانيا اسر عديدة ستكون مهددة في دول عربية أخرى من اليمن الى تونس وبعض الدول المغربية منها المغرب تحاول اتخاذ خطوات استباقية تحميها من هزات اجتماعية حيث التهبت فيها الأسعار قبل الحرب الأوكرانية وقامت بزيادة مخصصات دعم الطحين الى ٣٥٠ مليون يورووعلقت الرسوم الجمركية على استيراد القمح . اما تونس لم تفعل ذلك وفي دسمبر لم تتمكن من دفع ثمن حمولة البواخر بسبب تراكم الديون مع تقليص العملات الأجنبية فلم يتم تفريغ البواخر .وتونس تستورد ٦٠ في المئة من القمح من أوكرانيا وروسيا ومخزونها يكفي فقط لحزيران . اما الجزائر وهو ثاني مستهلك للقمح في افريقيا وخامس مستورد للحبوب في العالم وثاني اكبر مستورد من روسيا اشترت ٣،٥ مليون طن من القمح حتى يناير .والدول العربية تستورد من أوكرانيا وروسيا لان كلفة الحبوب فيها منخفضة والبديل سيكون بكلفة اغلى وهذه مشكلة كبرى للدول العربية التي تعاني من ازمة اقتصادية متفاقمة . ازمات الخبز في الدول مثل مصر واليمن ولبنان وتونس والسودان والجزائر خطيرة جدا على الشعوب التي تفتقد الرغيف .فغلاء المعيشة والجوع وصفتين لثورات اجتماعية في دول تعاني من أزمات اقتصادية وحكومات غير قادرة على تأمين ادنى المستلزمات المعيشية . وضع دول الشرق الأوسط التي تعاني من صراعات سياسية مثل لبنان والعراق وحروب مثل اليمن وسورية وأزمة اقتصادية متزايدة دون حل مثل تونس مهددة بارتفاع الأسعار والنقص في امدادات الغذاء والتحركات الاجتماعية .فلا شك ان غزو روسيا لاوكرانيا خطير على العالم باسره في الغرب والشرق مثلما كان غزو صدام حسين للكويت.
مشاركة :