يعقد مجلس الامن اليوم جلسة حول الوضع الكارثي في رفح حيث معظم الذين استشهدوا تحت القصف الإسرائيلي في رفح كانوا أطفال ونساء . أعلنت فرنسا وهي عضو دائم في المجلس ان نظرا لخطورة الوضع في رفح على مجلس الامن أن يتبنى قرارا جديدا وعبر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن سخطه إزاء قصف الاحتلال الإسرائيلي الذي أدى إلى وقوع عدة ضحايا بين النازحين في رفح وقال إنه يجب إيقاف هذه العمليات كما طالبتها محكمة العدل الدولية . أضافت باريس أن على مجلس الامن أن يتيح للأمم المتحدة أن تغطي احتياجات الفلسطينيين والسماح لهم بإدارة أرضهم التي يجب ان تكون جزئا من دولتهم . ولكن كانت باريس امتنعت عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية على غرار اسبانيا والنروج وايرلندا بحجة أن الاعتراف يجب أن يكون مفيدا من أجل العمل الى حل على أساس الدولتين. لكن هل يكون هناك حل عادل مع وسيط اميريكي منحاز؟ بعد أن ارتكب الاحتلال مجزرة في مخيم الخيام في رفح استمر القصف بشكل مكثف، فقوات الدولة اليهودية لا تبالي لما حدث من مجازر وهي مستمرة في القصف فيما وكالة الاونروا كشفت أن نحو مليون شخص فروا من مدينة رفح خلال الأسابيع الثلاثة الماضية . هل تستخدم إدارة جو بايدن الاميريكية حق الفيتو لتعطيل أي قرار حول رفح رغم تحذيراتها للدولة العبرية بعدم الهجوم على رفح . لو فعلت ذلك لكرست القناعة ان لا أمل في أي حل بعد الحرب الإسرائيلية في غزة وان إدارة بايدن تغطي بل تعطي الضوء الأخضر لكل ما تفعله حكومة بنيامين نتانياهو وأن وقف اطلاق النار لن يتم و المعاناة الإنسانية المأساوية للشعب الفلسطيني ستستمر . اعلن وزير الخارجية الامريكي انطوني بلينكن أن واشنطن تعمل منذ أسابيع على تطوير خطة أمنية وإدارية وإعادة إعمار لغزة لفترة بعد الحرب الإسرائيلية .. كيف ذلك وتترك حليفتها الدولة اليهودية تقصف رفح وترتكب مجازر وتخرج المستشفيات من الخدمة والإدارة الاميريكية تعطل قرارات مجلس الامن تطالب الدولة اليهودية بوقف القصف!! حذرت إدارة بايدن إسرائيل من الهجوم على رفح في حين انها أبلغت الكنغريس عن نيتها بتحويل مليار دولار كمساعدة عسكرية لإسرائيل فما هذا الموقف المتناقض. هاجمت إسرائيل قطاع غزة وهي مستمرة منذ سبعة اشهر دون أي خطة سوى القتل والتدمير واجبار السسكان الفلسطينيين الى النزوح من مكان الى آخر . كذب نتانياهو على شعبه عندما قال انه سيعمل على الافراج عن الرهائن فلا شك ان القصف الإسرائيلي قتل العديد منهم وهو لا يبالي بالمحاولة بالافراج عنهم. ليس هناك أي جديد في الموقف الاميريكي إزاء حكومة الدولة العبرية رغم كل ما تقوله من استياء إزاء نتانياهو . إدارة بايدن لا تضبط قرارته رغم انه يعتمد على المساعدة العسكرية والمالية الامريكية . سبق له أن هدد مرارا ووعد شعبه انه سيدمر ويزيل حماس ولكنه لم ينجح اذ إن حماس لم تتأثر بقدر ما استشهد المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء . إن مطالبة مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف نتانياهو بتهمة جرائم حرب هي فعلا خطوة تستحق الإشادة ولو أن نتانياهو لن يواجه مثل هذا الحكم طالما ان أي إدارة امريكية تغطيه . فالحل بعد الحرب لن يكون حلا لان الإدارة الاميريكية وسيط منحاز ان كانت إدارة بايدن او ترامب لاحقا ستبقى الامور دون آفاق للشعب الفلسطيني وستخلق هذه الحرب اشرس من حماس مع كل ما شهده أطفال فلسطين من مآسي امامهم . اعتراف عدد من الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية له أهمية معناوية كما طلب مدعي العام المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف نتانياهو بتهمة جرائم حرب كل ذلك يؤثر على الرأي العام بشكل كبير لكنه لسوؤ الحظ لن يغير دعم وانحياز الإدارة الاميريكية للدولة العبرية . فالكنغريس سيبقى داعم بالمال والسلاح لحليفته إسرائيل ايا كان الرئيس ديمقراطي ام جمهوري ذلك يعني ان أي حل لغزة سيكون لصالح الإسرائيليين لانهم الأقوى في المعادلة الدولية بسبب الدعم الاميريكي الاعمى لإسرائيل . ان كان جو بايدن او دونالد ترامب على رأس اميريكا لن تتخلى القوى العظمى عن دعم حليفتها مهما اختلفت بالشكل على سياسة اسرائيل فهو ليس في العمق مهما ادعت وذلك بسبب اللوبي اليهودي في اميريكا حتى ولو انه يعارض شخص نتانياهو لن يتخلى عن دعم الدولة العبرية الجندي الاميريكي الأساسي في منطقة الشرق الأوسط وذلك رغم كل مظاهرات طلاب اكبر جامعات في الولايات المتحدة المؤيدة للفلسطينيين والمطالبة بوقف اطلاق النار . ان مستقبل الفلسطينيين والمنطقة العربية في ظل هذه الظروف والحروب المأساوية حالك السواد.