عاد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل في تونس نورالدين الطبوبي الثلاثاء إلى مهادنة الرئيس قيس سعيّد، بعد أن كان قد قوض في وقت سابق أجواء التهدئة التي سادت العلاقة بينهما. ويرى مراقبون أن تصريحات الطبوبي التي أطلقها الثلاثاء على هامش اجتماع لنقابته، تعكس ارتباكه في التعاطي مع مجريات الأحداث في البلاد. وقال الطبوبي إن "مشروع الخامس والعشرين من يوليو هو مشروع فئة واسعة من الشعب، وليس مشروع شخص أو فئة ضيقة"، مؤكدا أن فئة واسعة من الشعب قالت يوم الخامس والعشرين من يوليو الفائت كفى عبثا بتونس، وإن مواقف سعيّد حول المسائل الاجتماعية لا تختلف عن مواقف الاتحاد. وأوضح الطبوبي أن "ما حصل أمر طبيعي ونتيجة لتراكمات طويلة لعشرية كاملة، إن من قاد التحركات هم النقابيون والنقابيات، والانتفاضة الشعبية الطوعية حصلت باعتبار أن الناس ضجرت من المشهد السياسي آنذاك"، مشيرا إلى أن "البعض لم يفهم حدود الديمقراطية". وذكر بأن "موقف الاتحاد كان واضحا من الخامس والعشرين من يوليو وسيكون دائما إلى جانب الشعب"، مستدركا بأنه لا يعطي صكا على بياض لأي كان. واعتبر أن الرئيس سعيّد كان واضحا في تمشيه، وأنه أعلن عن خارطة طريق، وأنه بصدد تنفيذها، مذكرا بأنها تتضمن بعد الاستشارة استفتاء وانتخابات تشريعية. وقال الطبوبي إن لقاءاته برئيس الجمهورية تؤكد له تبنيه للمطالب النقابية، مضيفا أن سعيّد تبنى الخطوط الحمراء التي وضعها الاتحاد. وأكد أن الرئيس التونسي يتفهم ويتبنى مطالب النقابيين في ما يتعلق برفض التفويت في المؤسسات العمومية ورفع الدعم. وتأتي تصريحات الطبوبي هذه بعد أيام على تصعيد لهجته مع سعيّد وحكومته التي ترأسها نجلاء بودن، متذرعا برفض نقابته الإصلاحات التي تنوي الحكومة القيام بها لانتشال الاقتصاد التونسي من الوضع الذي تردى فيه. وأعلن الأمين العام لاتحاد الشغل معارضته للإصلاحات الاقتصادية "المؤلمة" التي تطالب بها الجهات الدولية المانحة. وقال إن "الشركات العامة ليست للبيع والقطاع العام خط أحمر.. الإصلاحات الموجعة انسوها"، ودعا إلى زيادة الرواتب في العام الجاري والعام المقبل.
مشاركة :