أعلن رئيس حكومة "الاستقرار الوطني" المكلف من البرلمان الليبي فتحي باشاغا ، عن قرب دخول حكومته إلى العاصمة طرابلس لاستلام مقراتها ومباشرة مهامها، دون أن يكشف عن كيفية دخولها، خاصة في ظل تمسك رئيس الوزراء الحالي عبد الحميد الدبيبة بمنصبه ورفضه تسليم السلطة. وشدّد باشاغا في مقابلة تلفزيونية مع قناة "الوسط" المحلية، مساء السبت، على أن "الحكومة لن تعمل إلا في طرابلس"، مضيفا "نحن دخلنا فعليا في مرحلة التسليم والتسلم، ولن يطول الأمر كثيرا، حتى تبدأ حكومتنا العمل فعليًا من العاصمة". ووجه باشاغا انتقادات حادة لرئيس الحكومة الحالية عبد الحميد الدبيبة، واتهمه بإفشال انتخابات ديسمبر الماضي، مشيرا إلى أنّ "غياب التزام" الدبيبة بتعهده بعدم المشاركة في الانتخابات "كان من الأسباب المهمة التي أفشلتها". وأضاف أنّ "الدبيبة لم يكن ينوي إجراء الانتخابات، منذ البداية وأبلغ أطرافا خارجية وداخلية بأنه سيستمر لعامين وأكثر، ولن تكون هناك انتخابات". ولم يكشف باشاغا عن كيفية دخول حكومته إلى العاصمة إما بطريقة سلمية أو باستخدام القوة، لكن الاحتمال الأخير، قد يفجرّ صراعا مسلّحا بين مليشيات مسلّحة داعمة له ومليشيات أخرى موالية لمنافسه عبد الحميد الدبيبة، وقد كانت هذه المليشيات مستعدّة بالفعل للمواجهة قبل أسبوعين، قبل تدخلّ قوى محلية ودولية لإيقافها. ودافع باشاغا عن شرعية حكومته، التي جاءت بالتوافق والتشارك مع الشرق الليبي عبر رئيس البرلمان عقيلة صالح، وتحدث عن علاقات إيجابية مع الدول الأجنبية، على غرار تركيا ومصر والإمارات وقطر، وكذلك مع الولايات المتحدة، التي أكدّ أنها "ستتعزز أكثر"، دون أن يكون للموقف الروسي تأثير في هذا الملف. وفي هذا السياق، وخلافا لما هو متداول، شدّد باشاغا على أن مصر "لم تتدخل مطلقا في اختيار الحكومة"، مشيرا إلى أن ما يحرك القاهرة هو أمنها القومي، الذي يعدّ الاستقرار في ليبيا جزء أساسي في ذلك.
مشاركة :