الشيف ربا الزعبي تحيي نكهات أردنية منسية

  • 3/27/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يشتهر الأردنيون كغيرهم من بقية سكان دول العالم بأطباق خاصة اقترنت بهم، لكن مع تطور الحياة ومرور الأيام والأعوام، بات حضور كثير منها أمرا نادرا على موائدهم، رغم ارتباطها وتلازمها مع تاريخ بلادهم وتراثها. ويسعى الكثيرون لإعادة إحياء تلك الأطباق من خلال الرجوع إلى خبراء بهذا الشأن، أو باللجوء إلى كبار السن، ويستحضرون بذاكرتهم وصفات بعض منها وكيفية إعدادها سعيا منهم لاستعادتها على موائدهم ولو بشكل جزئي. وربا الزعبي (50 عاما) أردنية ولدت لعائلة ممتدة في قرية حريما التابعة لمحافظة إربد شمال الأردن، وهي شقيقة لـ13 من الذكور والإناث، ولكنها أصغرهم عمرا، ما يعني أنها عايشت من خلال تلك الأسرة حضور أقدم الأطباق في بلادها، لاسيما وأنها من منطقة ما زال سكانها يتمسكون بمورثاتهم الشعبية. الشيف ربا حصلت عام 2019 على الكأس الذهبية في مسابقة للطهي في المغرب لتثبت خلالها تميز المطبخ الأردني ولم تكن ربا تعلم بأن شغفها باستحضار أطباق الأردن القديمة سيجعل منها عنوانا بارزا للباحثين عن وصفاتها، خاصة وأنها اكتسبت مواهب متخصصة في فنون الطهي، وذلك بالتحاقها بدورات تدريبية على أيدي أمهر الطهاة المحليين والعالميين، لتقرر بعد ذلك إنشاء أكاديمية خاصة للتعليم والتدريب في هذا المجال. وتروي الزعبي تفاصيل حياتية ومهنية جعلت منها مرجعا للباحثين عن أطباق الأردن التراثية، ومحطة للراغبين في تعلم إعداد أصناف منها مهددة بالاندثار وبات حضورها على الموائد الأردنية أمرا نادرا. والمخطط في البداية وفق ربا كان لغايات شخصية، وبتشجيع من زوجها الذي فقدته عام 2018، تاركا لها مسؤولية تربية ولديها حبيب وفارس وشقيقتهما جوانا. تقول ربا “كان زوجي رحمه الله يعلم مدى حبي لتعلم إعداد الأطباق الشعبية وفنون الطهي بمختلف أشكاله وأنواعه، وسمح لي بأن ألتحق بأي دورة تدريبية، ولكن لتعلّمها بشكل شخصي دون العمل بهذه المهنة”. وتابعت “كنت أثناء ذلك أتعلم على أيدي أمهر الطهاة المحليين والعالميين في أفخم فنادق الأردن، وأجد غيابا ملحوظا للمطبخ الأردني، وكان الحضور يقتصر على بعض الأطباق، كالمنسف الذي يتكون من أرز مع لبن ولحم”. ربا الزعبي واستدركت “كان ذلك بعكس المطابخ الأخرى، والتي تتواجد فيها أصناف كثيرة من أطباق كل المناطق الأردنية، ومن هنا زادت عزيمتي وإصراري على إعادة إحياء الأطباق التراثية الأردنية”. وفي عام 2018 فقدت ربا زوجها دون سابق إنذار، إذ لم يكن يعاني من أية أمراض، لكنه تعرض لأزمة حادة أودت بحياته، ليتضاعف حملها بين يوم وليلة، وتصبح الأب والأم في آن واحد. ولم يذهب تعلّم ربا لفنون الطهي أدراج الرياح، فقد كان ذلك طريقها صوب تأمين فرصة عمل تحقق لها دخلا تستطيع من خلاله الإنفاق على أبنائها وتحقيق الرفاه المعيشي لهم. وتوضيحا لأسباب انفرادها بإعداد الأطباق الشعبية قالت إن “الأكلات الأردنية التراثية كثيرة جدا، ولكن لا توجد كتب مختصة بها، ومن باب غيرتي على تراث بلادي بدأت بتأليف كتاب إلى جانب سيدة أخرى هي أيقونة للأكلات الشعبية تدعى فريال الكوفحي يضم كيفية إعداد 250 طبقا أردنيا”. ومضت قائلة “فضلا عن أطباق المطابخ العربية والعالمية المختلفة، أثريت معرفتي بالأطباق الأردنية، ومن هنا جاءتني فكرة إنشاء أكاديمية متخصصة بفنون الطهي عام 2020”. وتابعت “حصلت عام 2019 على الكأس الذهبية في مسابقة للطهي بالمغرب، أثبتُّ خلالها تميز المطبخ الأردني”. وتؤكد ربا أنها أصبحت عنوانا للباحثين عن أمهر الطهاة، مضيفة “استطعت أن أؤمّن لأعداد كبيرة من خريجي الأكاديمية فرص عمل داخل المملكة وخارجها”. واختتمت الزعبي الحاصلة على شهادة الدبلوم في برمجة الكمبيوتر أن التراث ثروة كبيرة، والمأكولات جزء منها “فمن خلالها نستعيد ذكريات الآباء والأجداد”.

مشاركة :