قصص عن مدينة أردنية منسية تحت سطح البحر

  • 4/5/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أعمال الكاتب الأردني رأفت خليل تتميز باستنادها إلى أحداث واقعية عايشها في غور الأردن المجاورة للبقعة الأكثر انخفاضا عن مستوى سطح البحر في العالم.العرب  [نُشر في 2017/04/05، العدد: 10593، ص(14)]الكثير من المواقف الإنسانية عبر مشاهد مختزلة وعبارات مكثفة بيروت - يعود الكاتب الأردني المقيم في مسقط رأفت خليل إلى عالم القصة بعد عام على إصداره مجموعته الشعرية “أكتاف المدينة” التي قدمت نصوصا شعرية مختلفة بأسلوب شعر الهايكو الياباني، وبعد عامين على صدور مجموعته القصصية الأولى “رجل يخطئ كثيرا”. المجموعة القصصية الجديدة لخليل جاءت بعنوان “على قيد الحياة” من قسمين، أحدهما مخصص للقصص القصيرة والثاني للقصص القصيرة جدا. وتتضمن المجموعة الصادرة عن “الآن ناشرون وموزعون” عددا من القصص القصيرة نذكر منها: المناضل، وحدنا، فيلم أميركي، على قيد الحياة، سرقة مشروعة، نسيان، سهرة عرس، وغيرها. كما ضمت المجموعة عددا من القصص القصيرة جدا وقد بلغ عددها 20 قصة، نذكر منها: كيد، حب حي، سرقة، جنازة، جريمة، وليمة، عودة، قطع أثاث، عالم متطفل، حدس، وغيرها. وتتميز قصص رأفت خليل باستنادها إلى أحداث واقعية عايشها الكاتب في غور الأردن المجاورة للبقعة الأكثر انخفاضا عن مستوى سطح البحر في العالم، والبعيدة عن أنظار المسؤولين واهتمام الكتّاب والمثقفين رغم أنها تعد سلة غذاء الأردن، ورغم موقعها الحسّاس، إذ تفصل الأردن عن فلسطين المحتلة، فضلا عن كونها مسرحا لأحداث كبيرة ومعارك حاسمة في التاريخ. والمفارقة التي واجهها الكاتب في عمله أن الكتّاب يكتبون عن تلك المنطقة بما لا يعرفونه ولم يعايشوه، وهو ما يكشفه في قصة “المناضل”، إذ يصنعون أمجادا كاذبة، في الوقت الذي يغفلون فيه عن الأمجاد الحقيقية التي يبنيها إنسان تلك المنطقة. ويتّسق أسلوب الكاتب في قصصه مع طبيعة الحياة في تلك البقعة من الأرض، حيث تسرد الحكايات بكل تفاصيلها ويبرز فيها البعد الإنساني لبشر ظلوا مهمّشين زمنا طويلا. أما قصصه القصيرة جدا، فيبدو أنها جاءت تطورا وانعكاسا لتطورات الحياة نفسها التي باتت تميل إلى الاختزال وتكثيف الفكرة والصورة، وقد تكون انعكاسا لواقع حياة الكاتب الذي انتقل للعيش في أماكن جديدة تتسم الحياة فيها بالسرعة وتعج بالحركة. وتتناول النصوص الكثير من المواقف الإنسانية عبر مشاهد مختزلة وعبارات مكثفة، كما في القصة القصيرة جدا “غمغمة” وفيها “لو بقينا معدمين لكنّا في أفضل حال.. غمغمت المطلَّقة وهي تحاول النوم”. وكما في “معركة” بقولها “حين احتدمت المعركة أخرج جندي صورة لفتاة جميلة كان قَصّها من صحيفة ورأى فيها فتاة أحلامه وحين فكّر في تقبيلها سقطت قذيفة على خندقهم”.

مشاركة :