نجح صحافيون في السودان السبت في انتخاب لجنة تمهيدية لنقابتهم المستقلة وذلك بعد أكثر من 30 عاما من حل آخر نقابة شرعية في البلاد، بعد استيلاء الرئيس المعزول عمر البشير على السلطة بانقلاب عسكري في يونيو 1989. وأنهى الصحافيون في فبراير الماضي سلسلة من التباينات بالتوقيع على ميثاق يمهد لتأسيس نقابة مهنية للصحافيين. وفي سياق آخر توافق الصحافيون على تسمية 15 عضوا تقع على عاتقهم مسؤولية تنظيم إقامة الجمعية العمومية للصحافيين السودانيين التي ستعمل على تنقيح مقترح للنظام الأساسي، وإعداد ميثاق الشرف الصحافي، وإعداد كشوفات العضوية بشكل نهائي، وتقديم كل ذلك إلى الجمعية العمومية في غضون 90 يوما للمصادقة عليه، ليتم بعد ذلك انتخاب نقيب للصحافيين ومكتب تنفيذي. انتخاب اللجنة التمهيدية لنقابة الصحافيين السودانيين تم بعد أكثر من 30 عاما من حل آخر نقابة شرعية في البلاد وشارك قرابة 500 صحافي في التصويت المباشر لاختيار أعضاء اللجنة التمهيدية. وحاول مسلح تخريب الفعالية قبل أن يتصدى له صحافيون أجبروه على الفرار. وكان الوسط الصحافي في السودان قد تعرض لهزة داخلية في أبريل 2019 بقيام ثلاثة هياكل صحافية. وفي ديسمبر من العام 2019 أطلق مركز الأيام للدراسات بقيادة عميد الصحافة السودانية محـجوب محمد صالح بمعية صحافيين آخرين مبادرة لتوحيد الوسط الصحافي حول اللجنة التمهيدية ونقابة الصحافيين، والتي ساهمت في إحداث تقارب كبير بين جميع المكونات عقب حوار استمر سبعة أشهر. وأكد عضو سكرتارية شبكة الصحافيين السودانيين علاءالدين محمود أن تكوين النقابة أمر حتمي وضروري للصحافيين والمهنة. وأوضح أن العمل من أجل تكوين النقابة كان مستمرا حتى في فترة الرئيس السابق عمر البشير، حيث كانت هناك تحركات كبيرة خاصة من قبل الشبكة التي كانت هي الهيكل الوحيد الموجود منذ 2008 وخاضت الكثير من المعارك في هذا الاتجاه قبل أن تتعدد الهياكل الصحافية بعد الثورة. ولفت محمود إلى أن الشبكة لا تمثل ولا تستطيع تمثيل كل القاعدة الصحافية، بل ستكون ضمن الذين يعملون من أجل قيام النقابة. وتابع “لكل حزبه أما النقابة فهي للجميع”.
مشاركة :