(اليوم العالمي للام هو احتفال ظهر حديثاً في مطلع القرن العشرين، تحتفل به بعض الدول لتكريم الأمهات والأمومة و”رابطة الأم بأبنائها” وتأثير الأمهات على المجتمع. ظهر ذلك برغبة من المفكرين الغربيين والأوروبيين بعد أن وجدوا الأبناء في مجتمعاتهم يهملون أمهاتهم ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهن، فأرادوا أن يجعلوا يوماً في السنة ليذكّروا الأبناء بأمهاتهم. لاحقاً اتسعت رقعة المحتفلين به حتى صار يحتفل به في العديد من الأيام وفي شتى المدن في العالم وفي الأغلب يحتفل به في شهر آذار أو نيسان أو أيار). ولكن الاسلام سبقهم بالاهتمام بالوالدين قال تعالى : (وقضي ربك ألا تعبد إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما). والأم عماد الأسرة، ومصدر الأمن والأمان للأسرة كافة وهي القائمة على شؤون الاسرة ورعاية أفرادها وهي من اعظم نعم الله على الأسرة . الام وجودها حياة ودعواتها نجاة وأقدامها جنة وحب الام لا يمكن ان يوصف فهو شيء فوق الخيال والأم هي لذة الحياة وبهجتها. فالمرأة هي أساس تكوين الاسرة فإذا صلحت المرأة صلحت الأسرة والمجتمع لأن المرأة لها إنجازاتها الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية قال الشاعر: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق . والقرآن الكريم حث على البر بالوالدين والأحسان إليهما هو تكريم للمرأة التي هي أساس المجتمع. فجميع الشرائع لم تكرم ولم تهتم بالأم مثل الدين الاسلامي الذي جاء بهِ محمدًا “صلى الله عليهِ وسلم”، هذا الدين الذي كرم ورفع مكانة الأم في الإسلام، وجعل برها وطاعتها من طاعة الله سبحانه وتعالى. وجعل حقها أعظم من حق الأب لما تحملته من مشاق الحمل والولادة والإرضاع والترب ية، وهذا ما يُقرره القرآن الكريم في قوله تعالى (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ). ومن الأحاديث النبوية الدالة على مكانة الأم في الإسلام قصة الرجل الذي جاء إلى النبي “صلى الله عليه وسلم” فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو، وقد جئت أستشيرك، فقال: «هل لك من أم؟» قال: نعم، قال: «فالزمها فإن الجنة عند رجليها». ومن عجيب ما جاء به الإسلام أنه أمر ببر الأم، حتى وإن كانت مشركة؛ فقد سألت أسماء بنت أبي بكر النبي “صلى الله عليه وسلم” عن صلة أمها المشركة، وكانت قدمت عليها، فقال لها: «نعم، صلي أمك». بقلم/ إبراهيم النعمي
مشاركة :