مؤتمر المناخ يدخل في صلب الموضوع مع بدء المفاوضات

  • 12/2/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

باشرت وفود البلدان الـ195 المشاركة في المؤتمر الدولي للمناخ في باريس أمس الثلثاء (1 ديسمبر/ كانون الأول 2015) مفاوضات ماراتونية غداة قمة استثنائية لقادة الدول، سعياً للتوصل في غضون عشرة أيام إلى اتفاق لمكافحة الاحتباس الحراري، فيما حض الرئيسان الفرنسي والأميركي على تسريع وتيرتها رغم العقبات الكثيرة أمام بلوغ الهدف. وعلى هامش المؤتمر وعدت فرنسا إفريقيا التي تواجه تبعات الاحتباس الحراري مع زحف التصحر وجفاف مجاري المياه، بمنحها ملياري يورو بحلول 2020 لتطوير طاقاتها المتجددة. وقد أعلن ذلك الرئيس فرنسوا هولاند أثناء قمة مصغرة في لوبورجيه قرب باريس جمعت حوله إثني عشر رئيس دولة إفريقية حول موضوع «التحدي المناخي والحلول الإفريقية». من جانبه حث رئيس المؤتمر الدولي للمناخ لهذه السنة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في كلمة أطلق بها أعمال المؤتمر الذي تستمر أعماله حتى 11 ديسمبر، المشاركين «على إحراز تقدم في الجوهر بحيث نحترم التفويض البالغ القوة الذي منحنا إياه مختلف رؤساء الدول والحكومات». ودعا المندوبين إلى «عدم ادخار أي جهد» لدفع المفاوضات قدماً بعدما راوحت مكانها في الأشهر الأخيرة. وكان قادة العالم أجمع أعطوا الإثنين دفعاً سياسياً للمحادثات التي لم تسجل أي تقدم في الأشهر الأخيرة، من خلال إطلاق دعوات إجماعية لإنقاذ الكوكب. من جهته اعتبر الرئيس هولاند الذي قام بزيارة الموقع الثلثاء إن المؤتمر «انطلق بشكل جيد»، حتى وإن لاحظ «عقبتين»: «فإما أن نحمل المركب ويغرق، وأما نخفف حمولته ولا يذهب إلى أي مكان». وأضاف «يجب أن يكون مركباً يجعل العالم يتقدم للسنوات المقبلة مع أفق وهدف وسبل لنكون متأكدين من الوصول إلى أقل من درجتين» مئويتين لحرارة الكوكب. كذلك زاد الرئيس الأميركي الضغط بالتشديد على أن العمل بشأن المناخ «ضرورة حتمية» للاقتصاد والأمن. وعبر أوباما عن تفاؤله إزاء التوصل إلى اتفاق طموح للحد من الاحتباس الحراري. وقال «إني متفائل وسننجح»، مضيفاً أن مكافحة ظاهرة الاحتباس «ضرورة اقتصادية وأمنية علينا التصدي لها الآن» لأنه بالوتيرة الحالية «سنضطر سريعاً إلى تخصيص موارد اقتصادية وعسكرية أكبر (...) للتأقلم مع عواقب كوكب يتغير». لكن المهمة تبدو صعبة. وتساءل مندوب أوروبي «إن مشروع الاتفاق طويل وينطوي على الكثير من الخيارات. فبأي وتيرة يمكن أن تتقدم المفاوضات؟». وأحصت المنظمة غير الحكومية التي أسسها نيكولا أولو، الصحافي والكاتب والناشط البيئي الذي عينه هولاند «موفداً خاصاً لحماية الكوكب»، «أكثر من مئتي خيار وأكثر من تعبير أو جملة (بين قوسين)» مطروحة للنقاش. والنص الذي يناقش ويقع في خمسين صفحة ينقسم إلى فصول كبرى منها: الهدف الطويل الأمد لخفض انبعاثات الغازات السامة ذات مفعول الدفيئة، التكيف مع التغير المناخي، تمويلات السياسات المناخية لدول الجنوب، وآلية مراجعة لرفع التزامات الدول بصورة منتظمة. وعلى المفاوضين أن يسلموا نسخة مشذبة للنص السبت إلى الوزراء الذين سيتناقشون بشأنها خلال الأسبوع الثاني لمؤتمر المناخ. والهدف هو التوصل إلى أول اتفاق تلتزم بموجبه الأسرة الدولية تقليص انبعاثات الغازات السامة ذات مفعول الدفيئة لاحتواء ارتفاع حرارة الأرض بدرجتين مئويتين قياساً إلى الحقبة السابقة للثورة الصناعية.

مشاركة :