دخلت مفاوضات جنيف حول سوريا في صلب البحث السياسي بعد تطرق الموفد الدولي الخاص ستافان دي ميستورا بالعمق الى المرحلة الانتقالية مع وفد المعارضة السورية، فيما اثار اعلان الاكراد للفيدرالية في مناطق سيطرتهم خشية من تعقيد النزاع. وصرح دي ميستورا اثر اجتماعه للمرة الثانية منذ انطلاق مفاوضات جنيف الاثنين مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات كان اجتماعنا مثمرا مع الهيئة العليا للمفاوضات التي قدمت ورقة جوهرية حول الانتقال السياسي وعرضت رؤيتها لكيفية تطبيقه بسرعة. واضاف سندرس (الورقة) بعناية ونحن معجبون بتحضيرهم العميق وبهذا الوضوح الكبير للمرة الاولى (...) وامل ان احصل على قدر مماثل من الوضوح من الوفد الحكومي معتبرا انه آن الاوان لخوض نقاشات اعمق. ويواصل دي ميستورا اجتماعاته غدا الجمعة في جنيف حيث يلتقي الوفدين الحكومي والمعارض تباعا في محاولة لانهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات، في وقت لا يزال اتفاق وقف الاعمال القتالية صامدا في مناطق سورية عدة. واثر الاجتماع، اعلن عضو الوفد المفاوض جورج صبرا ان الوفد عرض الاطارالتنفيذي لهيئة الحكم الانتقالي الكاملة الصلاحيات وسلمنا وثيقة رسمية تحمل رؤيتنا لهذا الاطار وكيف تُنشأ هيئة الحكم الانتقالي. وبخلاف وفد الهيئة العليا للمفاوضات الذي يصر على رحيل الرئيس السوري بشار الاسد مع بدء المرحلة الانتقالية، لا تطالب المعارضة القريبة من موسكو او تلك المقبولة من النظام والموجودة في الداخل السوري، برحيل الاسد الفوري. ويصر الوفد الحكومي من جهته على ان مصير الاسد يتقرر فقط من خلال صناديق الاقتراع. وجدد الوفد المعارض خلال الاجتماع اثارة قضية المعتقلين في السجون السورية الذين يقدر عددهم بعشرات الالاف. وقال صبرا ان الموفد الدولي ابلغهم بأنه سيتم نقاش جاد لايجاد الية (للمتابعة) في اطار دولي بين روسيا والولايات المتحدة.وياتي لقاء الهيئة العليا للمفاوضات مع دي ميستورا غداة لقائه امس وفدا من المعارضة القريبة من موسكو كان في عداده نائب رئيس الوزراء السوري سابقا قدري جميل والمتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي وشخصيات اخرى. ولم يحدد دي ميستورا ردا على سؤال ما اذا كانوا سيشاركون في المفاوضات مشيرا الى ان القرار الدولي 2254 يخوله استشارة كل من هو سوري للمساهمة في التوصل الى حل سياسي. واكد صبرا من جهته ان وفد الهيئة هو الوفد المفاوض الوحيد الذي سيواجه الوفد النظامي في المفاوضات مضيفا انه يعود للموفد الدولي ان يستشير من يريد لكن ذلك يبقى في حدود الاستشارة. وفي رسالة واضحة الى المجتمعين في جنيف، اعلن الاكراد الخميس نظاما فدراليا في مناطق سيطرتهم في شمال سوريا، في خطوة يرونها مقدمة لضرورة اعتماد نظام مماثل في كافة الاراضي السورية ما بعد الحرب. وقال الباحث في الشأن السوري موتلو جيفير اوغلو لفرانس برس ان اعلان الفدرالية يوجه رسالة سياسية الى المفاوضين في جنيف والدول الراعية لهم. والمناطق المعنية بهذا الاعلان هي المقاطعات الكردية الثلاث، كوباني (ريف حلب الشمالي) وعفرين (ريف حلب الغربي) والجزيرة (الحسكة)، بالاضافة الى المناطق التي سيطرت عليها قوات سوريا الديموقراطية مؤخرا وخصوصا في محافظتي الحسكة (شمال شرق) وحلب (شمال). وسارعت دمشق الى التحذير من عواقب النيل من وحدة سوريا، بينما اعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية انه لن يقبل باي مشروع استباقي للتسوية الجاري العمل عليها. المصدر: جنيف : وكالة الانباء الفرنسية
مشاركة :