عدت من الشارقة، وما أدراك ما الشارقة!! وطن الإبداع وموئل المبدعين، عالم من الثراء المعرفي، ومعلم بارز للنور والتنوير، بلد النظافة والأناقة والجمال، ورمز الكتـّاب والأدباء والمبدعين، وعاصمة الثقافة العربية والإسلامية بلا منازع، منارة الإشعاع الخليجية بامتياز، يقف وراء كل نجاحاتها شباب مخلصون يقدمون جهدهم ووقتهم من أجل التميز والنجاح، يتقدمهم رجل متفرد في أسلوبه، متفوق في علمه، متنور في حكمته، أنموذج في قيادته، رجل يشعرك أنك المواطن الأول في أرض الإمارات، وأنك في وطنك وبين أهلك، رجل كريم المحتد، حكيم العرب، هذا الرجل الذي يعود إليه الفضل في كل النجاحات والإبداعات التي تتميز بها بلاده حكومة وإنساناً، إنه يقف بنفسه مشرفا على اختيار البرامج وتنفيذها، يمتلك عصا سحرية يذلل بها كل صعب، ويسهل كل الطرق التي تؤدي إلى التميز، يساهم مساهمة فاعلة في إنجاح كل الفعاليات الثقافية التي تحتضنها أرض الشارقة، تشجيعا، ودعما وحضورا، ومتابعة. في صباح الثلاثاء الموافق 24 نوفمبر 2015 في مقر قصر الثقافة الفخم وتزامنا مع احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة بيومها الوطني، أقيم ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي في دورته السادسة، برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبحضور رئيس اتحاد كتاب الإمارات، والأمين العام لملتقى الإمارات للإبداع الخليجي، ونخبة من الأدباء والمفكرين والنقاد والمثقفين الذين يمثلون دولهم في مجلس التعاون الخليجي (السعودية والإمارات والكويت والبحرين وقطر وعمان) بالإضافة إلى ممثلي الدولتين الشقيقتين اليمن والعراق، وكانت مصر العروبة ضيف الشرف لهذه الدورة التي كانت بعنوان (الإبداع الخليجي الهوية والحداثة)، وتضمن برنامج الملتقى عدداً من المحاور الثقافية القوية في مختلف الفنون والأجناس الأدبية، أبرزها محوري السرد والمسرح التي تحدث فيها الأكاديميون والنقاد والكتاب والمفكرون بالإضافة إلى شهادات إبداعية لشباب الأدب وشاباته وأمسية شعرية شارك فيها أكثر من خمسة عشر شاعرا يمثلون جميع الدول المشاركة. وكما هو متفرد في أسلوبه، ومتميز في طريقة تفكيره، فقد جاء (الشيخ سلطان) فردا بلا هيلمان، مواطنا يحمل وطنه بين جنبيه، يرحب بضيوفه في أناقة، صافحته قلوبهم قبل الأيادي وصافح بيديه جميع المشاركين وجلس معهم بلا حواجز وحاورهم بلا حجاب، وعندما صعد المنصة ارتجل كلمة الافتتاح فتمنى الحضور ألا يسكت، استطاع أن يزرع شعور الحب في قلوب كل المشاركين، واستقر في جوانح كل الضيوف أنهم أهل البلد، واستشعر كل من حضر في الملتقى أنه في وطنه الشارقة، وقال سموه كلاما ثمينا وجهه للكتاب والمفكرين يطلب منهم أن يبحروا بالفكر بعيدًا عن التغريب والسفاهة، قائلاً: (يجب عليهم احترام العقول بكل ما تحويه من تشوهات، حتى يتمكن المفكر من إيصال فكرته لها وأن يوصل الكاتب رسالته إليه)، وأكد على أن «بضاعة الأدباء والمفكرين تفوق أي نوع آخر من بضائع الدنيا التي تكال بالمكاييل وتوزن بالموازين وتقدر بالأثمان، فبضاعة المفكرين مصدرها بوح الروح، تلك الروح التي تستطيع أن تبدع مادة توضع على الورق وتحول إلى نصح وإرشاد وقصة ورواية، وأصناف منها ما يتحول لشعر ومسرح ولأنها من الروح فمنبعها قيّم». هذا كلام ثمين يكتب بماء الذهب، ارتجله سمو الشيخ في حضرة أرباب القلم والفكر والأدب. ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي يمثل نافذة إبداعية جميلة يطل من خلالها المبدع الخليجي على معرفة الأدب والثقافة الخليجية في عيون النقاد والمبدعين والأدباء والمثقفين الذين يستضيفهم الملتقى سنويا من مختلف أقطار الوطن العربي الممتد من الخليج إلى المحيط في تظاهرة ثقافية تستحق أن تكون هي الأبرز على المستوى المحلي والعربي في وجود الرعاية والدعم من حاكم الشارقة. لم يكن باستطاعة المشاركين الخروج من بوابة الملتقى الخليجي دون شكر القائمين على الإعداد والتنظيم والترتيب، استقبالا واحتفاء، وعلى رأسهم الأستاذة الراقية الروائية أسماء الزرعوني الأمين العام للملتقى وأحد أهم الأسماء الأدبية في الخليج، التي لم تألو جهدا ولم تدخر وسعا في سبيل إنجاح الملتقى، وانتهاء بالأعضاء العاملين الذين استقبلوا الضيوف، وودعوهم بكل حب وترحاب. (بيت المثقفين العرب) كعادته في كل المحافل العربية الكبرى مثل معارض الكتاب والملتقيات والمهرجانات، كان حاضرا بقوة في كل الفعاليات الثقافية بل أكاد أجزم أن أكثر من ثلثي عدد المشاركين من الأكاديميين والأدباء المبدعين هم أعضاء البيت الذين ساهموا بفاعلية في إثراء الملتقى بأوراقهم النقدية وأبحاثهم وشهاداتهم الإبداعية وقصائدهم الشعرية التي شنفت أسماع الحضور وصفق لها الجمهور كثيرا..
مشاركة :