الحرب الأوكرانية تفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية للفلسطينيين | | صحيفة العرب

  • 3/30/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

فاقمت الحرب الأوكرانية أزمات الفلسطينيين الاقتصادية والسياسية مع ارتفاع أسعار الطحين والمواد الأساسية وتراجع الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية التي باتت هامشية على جدول أعمال المجتمع الدولي. وأشعلت حرب روسيا على أوكرانيا أسعار الطحين في الأراضي الفلسطينية كحال العديد من السلع الغذائية الأساسية الأخرى وسط مخاوف من تداعيات اقتصادية متزايدة. ووفق آخر الإحصائيات فإن سعر القمح ارتفع بنسبة 15 في المئة في الضفة الغربية، في إطار سلسلة تأثيرات خلفها بدء روسيا حربا عسكرية على أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير الماضي. ولا تنتج الأراضي الفلسطينية سوى 14 في المئة من استهلاكها السنوي للقمح، فيما يتجاوز إجمالي ما تستورده من روسيا وأكرانيا نسبة 30 في المئة. ويقول مدير الإدارة العامة لحماية المستهلك في الضفة الغربية إبراهيم القاضي إن روسيا وأوكرانيا تعدان من أهم المصادر للسوق الفلسطينية لعدة مواد غذائية أهمها القمح. نبيل عمرو: كلما نشبت قضية ساخنة ينحسر الاهتمام الدولي بفلسطين ويوضح القاضي أن المطاحن الفلسطينية تغطي ما نسبته 40 في المئة من الطحين للسوق المحلية، فيما 60 في المئة المتبقية يتم استيرادها من الدول الخارجية وإسرائيل. وفور بدء حرب روسيا على أوكرانيا وما أثارته من تداعيات اقتصادية عالمية، أعلنت وزارة الاقتصاد الفلسطينية عن تشكيل خلية أزمة بالتعاون مع وزارة المالية وممثلي القطاع الخاص. ويقول وزير الاقتصاد خالد العسيلي إن الأراضي الفلسطينية لا تواجه أي مشاكل في توفير المواد الغذائية الأساسية حتى الآن على الرغم من التداعيات الواسعة لحرب روسيا على أوكرانيا وارتفاع الأسعار الحاصل. ويوضح العسيلي أن مخزون القمح في الأراضي الفلسطينية يكفي حتى نهاية شهر رمضان المقبل، فيما الحكومة تسعى لضمان استقرار أسعار الخبز في ظل زيادات أخرى ترافق استيراد القمح. ويضيف أنه يتم البحث فلسطينيا عن بدائل للأسواق الروسية والأوكرانية من عدة مصادر عالمية، لاسيما أنه في مراكز التوزيع المحلية بات يظهر القليل من القمح الأوكراني وجميعها لم يبق منها شيء بالسعر القديم. ويقول مختصون إن الاقتصاد الفلسطيني يتأثر سلبا بحرب روسيا على أوكرانيا باعتباره جزءا من الاقتصاد العالمي ومستوردا أساسيا للغاز الطبيعي وللسلع الغذائية، لاسيما الزيوت والقمح من روسيا وأوكرانيا. ويشير المحلل الاقتصادي طارق الحاج إلى أن الأراضي الفلسطينية تأثرت سريعا بارتفاع في عدد من السلع الأساسية نتيجة تناقص كميتها وصعوبة الحصول عليها بالشكل المطلوب عالميا بشكل سريع. ويقول الحاج إن “أسعار السلع الأساسية ترتفع مع تصاعد النيران، ويبقى الرهان على عمر الحرب الذي يحدد ما إذا كانت أزمة الأسعار مؤقتة أم مفتوحة، خاصة القمح الذي تعتمد فلسطين على استيراده وهو ما يضغط على المستهلك”. ويبرز المحلل الاقتصادي نصر عبدالكريم أن الأراضي الفلسطينية تأثرت سلبا بارتفاع أسعار النفط والغاز كونها تستورده من إسرائيل، بعد شرائها إياه من الخارج. ويقول عبدالكريم إن فاتورة المحروقات والطاقة التي تستوردها فلسطين من إسرائيل تبلغ حوالي مليار و200 مليون دولار سنويا وتشكل أكبر فاتورة استيراد على الموازنة الفلسطينية. وفضلا عن التداعيات الاقتصادية، فإن الفلسطينيين يخشون من تداعيات سياسية على قضيتهم جراء حرب روسيا على أوكرانيا لاسيما في ظل تعاظم انسداد الأفق السياسي لحل يكفل إقامة دولتهم المستقلة. ويقول الدبلوماسي الفلسطيني السابق نبيل عمرو إنه كلما نشبت قضية ساخنة تستحوذ على الأضواء حول العالم فإن ذلك ينعكس سلبا على القضية الفلسطينية جراء انحسار الاهتمام الدولي بها. ويوضح عمرو أن القضية الفلسطينية تتأثر سلبا سياسيا جراء كل الصراعات حول العالم وهو ما يحدث حاليا متمثلا بحرب روسيا على أوكرانيا في ظل توقيت حرج تعانيه نتيجة الفراغ السياسي وعدم طرح مبادرة دولية جدية للحل السلمي. حرب روسيا على أوكرانيا "تحمل آثارا خطيرة محتملة على القضية الفلسطينية، وتراجع الاهتمام بها" ولم تعلن السلطة الفلسطينية أي موقف رسمي من تطورات ما يجري من أوكرانيا، وفضلت الصمت والتزام موقف الحياد. وفي السادس من مارس كشف وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي أن القيادة الفلسطينية تعرضت لضغوط من أجل اتخاذ موقف مما يجري في أوكرانيا. وصرح المالكي لتلفزيون فلسطين الرسمي أن الموقف الفلسطيني يلتزم الحياد من أزمة أوكرانيا، مضيفا “نحن ننأى بالنفس، لأننا دولة تحت الاحتلال لا نستطيع أن نتحمل عبء اتخاذ موقف لصالح طرف على حساب طرف آخر، وانعكاسات ذلك علينا”. ويقول الكاتب والمحلل نهاد أبوغوش إن الفلسطينيين لا مصلحة لهم في حرب روسيا على أوكرانيا ولا في غيرها من الحروب الإقليمية والدولية. لكنه يشير إلى أن “انشغال المجتمع الدولي عن الفلسطينيين وقضيتهم يتركهم فريسة لمخططات إسرائيلية، عبر تصعيد خطط الاستيطان ومصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية وخلق الوقائع على الأرض”. ويبرز أبوغوش أن “حالة الضعف والهشاشة التي يعاني منها الفلسطينيون تجعلهم الأضعف في مواجهة أي أزمة إقليمية أو دولية، ما يتطلب منهم ضرورة إعادة تنظيم صفوفهم وترتيب بيتهم الداخلي على نحو يجعلهم أكثر قدرة على مواجهة التحديات والمخاطر المختلفة”. ويقول مدير مركز مسارات للأبحاث والدراسات في رام الله هاني المصري إن حرب روسيا على أوكرانيا “تحمل آثارا خطيرة محتملة على القضية الفلسطينية، وتراجع الاهتمام بها”. ويرى المصري أن إسرائيل في المقابل تستفيد من أزمة أوكرانيا من خلال تدفق المهاجرين اليهود إليها، ومنح حرية حركة لتل أبيب أكثر من السابق.

مشاركة :