الخلاف بين القطرية وأيرباص يأخذ منحى تصاعديا

  • 3/31/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

رفعت شركة الخطوط الجوية القطرية من حدة خلافها المستمر منذ أشهر مع أيرباص بشأن طراز أي 350 الذي تم إيقافه عن العمل مما يعزز زعمها بأن السلامة على المحك في نزاعها القانوني الحاد مع عملاق صناعة الطائرات الأوروبية. وامتدت المشكلة هذه المرة إلى خزانات الوقود في هذه الطائرة، حيث قالت القطرية المملوكة للدولة إنها اكتشفت عيوبا فيها تؤدي إلى اشتعاله لتنضاف بذلك إلى عيوب الطلاء في الهيكل الخارجي. ومن المتوقع أن تؤدي الخطوة إلى تعميق الخلاف الذي تجاوز حدود التسوية الودية التي لم تؤت أيّ نتيجة تذكر على مدار أشهر ليتحول إلى نزاع قضائي في أواخر 2021 حيث ترى أيرباص أن إثارة المشكلة من القطرية، التي طالبت بتعويض، يمسّ من سمعتها. وفي وثائق قضائية نُشرت الثلاثاء الماضي، قالت القطرية إن طبقات الطلاء على أجزاء كبيرة من طائرات أي 350 المتضررة تضررت بشدة لدرجة أن الرياح والملوثات، مثل الملح أو السوائل الهيدروليكية، يمكن أن تخترق الجلد وتضر بالحماية من الصواعق للطائرة. وقالت في الوثيقة التي نشرت وكالة بلومبرغ مقتطفات منها أن هذا الأمر “يثير قلقا خاصا على الأجنحة، حيث توجد خزانات الوقود”. علي الهيلي: التصميم والتصنيع الحاليان لطائرة أي 350 معيبان وسيتم تقديم الحجة بالكامل في محكمة لندن الشهر المقبل، مع وجود مئات الملايين من الدولارات على المحك لكلا الجانبين. فيما لم تُعلق أيرباص على ذلك. ورفعت الخطوط القطرية دعوى قضائية ضد أيرباص في ديسمبر الماضي بشأن قضايا جودة سطح طائرة أي 350 بعد أشهر طويلة من الخلاف حول خطورتها. وتقر مجموعة أيرباص بالمشكلة لكنها تعارض وصف شركة الطيران الخليجية لها على أنها مصدر قلق يتعلق بالسلامة. وأوقفت الخطوط القطرية 22 طائرة أي 350 عن العمل حتى الآن، بينما ألغت أيرباص شحنتين من الطائرات ذات الهيكل العريض وعقدا منفصلاً لطائرات أي 321 الأكثر مبيعًا. وهذه الوضعية عالقة الآن في إجراءات قانونية منفصلة. وتحظى القطرية بدعم من مُنظم سلامة الطيران المحلي، لكن وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي قالت مرارا إن “الطائرة صالحة للطيران”. وفي ملفها، استشهدت الشركة القطرية بتقييم سلامة الوكالة الأوروبية الصادر في أبريل الماضي، قائلة إن “تهديد الصواعق سيشكل خطرا إذا كان متزامنًا مع خزانات الوقود”. وأوضحت أنه “بما أنه يمكن رؤية الضرر على الأجنحة، فهذا يعني أنها حادث مشترك مع خزانات الوقود”. ولكن متحدثا باسم أيرباص قال إن الصانع الأوروبي “يرفض سوء فهم الخطوط القطرية المستمر والعلني لطبيعة هذه القضايا وتأثيرها على صلاحية الطائرة أي 350 المستمرة للطيران”. وأكد أن شركته تعمل باستمرار مع وكالة سلامة الطيران الأوروبية. ونسبت بلومبرغ إلى الرئيس الفني للخطوط القطرية علي الهيلي قوله إن التصميم والتصنيع الحاليين لطائرة أي 350 “معيبان” وأنه قام بفحص جميع طائرات هذا الطراز المعلقة على أرض الشركة. ويشمل الضرر الملحوظ تشققات عنكبوتية وتشققات شديدة على إطارات النوافذ وحولها والتعرض للحماية من الصواعق والسطح المركب الأساسي وتلف الحماية من الصواعق. وفي إفادة شاهد آخر اتخذت القطرية قرارا بإلغاء طلب أيرباص المنفصل لشراء 50 طائرة أي 321. وقد رفعت شركة الطيران دعوى قضائية بشأن الإلغاء وسيبتُ قاض في هذا النزاع الأسبوع المقبل. ولا توجد طائرات أخرى متوفرة في السوق يمكنها أن تضاهي قدرة الطائرات الاقتصادية بعيدة المدى على خدمة الأسواق الأصغر مثل تولوز وليون في فرنسا أو بيرغن في النرويج أو بلباو في إسبانيا. أيرباص تؤكد أنها تعمل باستمرار مع وكالة سلامة الطيران الأوروبية التي أجازت تحليق الطائرة وقد علقت شركة الطيران الآن هذه الخطط. وينبع طلب أي 321 من صفقة تم توقيعها لأول مرة منذ حوالي عشر سنوات والتي كانت تبلغ قيمتها 4.6 مليار دولار بالأسعار المعلنة تم تعديله لاحقا لتبديل 10 طائرات من طراز أي 321 أس إلى إصدار أحدث. ويرى المسؤولون عن الشركة أن طائرات أي 321 ستساعد القطرية في إطلاق رحلات إلى أسواق جديدة حيث لا يوجد حاليا طلب كاف على الطائرات الأكبر حجما، ولكنها بعيدة عن متناول طائرات أي 320 الأصغر. وترى القطرية التي تعد أحد أكبر شركات الطيران في العالم وأحد أبرز ثلاث شركات خليجية متنافسة إلى جانب طيران الإمارات المملوكة لحكومة دبي والاتحاد للطيران المملوكة لحكومة أبوظبي أن “أي تأخير في طائرة أي 321 في حالة إعادة الطلب سيعود إلى عدم قدرة شركة أيرباص على مواكبة الطلب”. وكانت قد رفضت ادعاء شركة أيرباص بأنها أوقفت طائرات أي 350 لأسباب تجارية لأن أعمالها تضررت من قيود الإغلاق. وقالت إنها تعمل الآن فوق طاقتها السابقة للوباء، وكان عليها أن تلجأ إلى البدائل بما في ذلك الإيجارات الشاملة وهو ترتيب مؤقت حيث يوفر المؤجر طائرة إلى جانب الطاقم والصيانة والتأمين. كما كان عليها إعادة طائرات أيرباص أي 380 العملاقة إلى الخدمة. وهذه الترتيبات أكدت القطرية أنها مكلفة وأدت إلى شكاوى بشأن الخدمة. وحتى مع استمرار المعركة القانونية، سعت شركة الطيران الخليجية لدحض مزاعم أيرباص بأن العلاقة بين الطرفين قد أصبحت متوترة. وقال كرونوسلاف كراجاسيفيتش، مدير أول للإشراف على الإنتاج وتسليم الطائرات للخطوط القطرية، إن “الخطوط الجوية القطرية وأيرباص تعملان معا منذ أكثر من 20 عاما وأنا واثق من أن العلاقة ستبقى قوية ومستمرة على الرغم من هذه الإجراءات”. وتطالب القطرية بتعويض قدره 618 مليون دولار عن 21 طائرة معطلة بالإضافة إلى 4 ملايين دولار في اليوم مع استمرار الخلاف.

مشاركة :