قسم المتابعة الإعلامية بي بي سي ناقشت صحف عربية اليوم الانعكاسات المحتملة للتوتر الروسي-التركي الحالي على الأزمة السورية والصراعات في المنطقة بشكل عام، إذ يتخوف بعض المعلقين من أن يتسبب هذا التوتر في عرقلة فرص التفاوض على حل سياسي قريب للأزمة السورية. واهتم عدد من الصحف بانطلاق قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي في باريس. تبعات سلبية ويتوقع هاني وفا في صحيفة الرياض السعودية أن يكون للتوتر الروسي-التركي أصداء بعيدة على الصراعات في سوريا والمنطقة. ويقول الكاتب: التوتر التركي الروسي لن يقف عند هذا الحد حسبما أرى، ستكون له تبعاته السلبية بالتأكيد خاصة في ظل اختلاف التوجهات، وسنرى آثار هذه الأزمة منعكسة على الاجتماع المقبل حول سوريا (فينا 3) الذي شهد بالفعل اختلافات بين المعسكرين مع وضد الأسد، فكيف سيكون الحال والأزمة التركية الروسية لا زالت قائمة وستلقي بظلالها على الاجتماع بالتأكيد سيزيد ذلك من تعقيد الأمور دون أدنى شك. ويرى حسن عباس في صحيفة الرأي الكويتية أن تركيا قبل التدخل الروسي في سوريا تختلف كلياً عن تركيا لفترة ما بعد الدخول. ويقول الكاتب: هذا التحول في القوة والتبدل في الموازين صار واضحا بعد سقوط طائرة سوخوي الروسية ... إجمالاً نقول إن الأتراك أخذت أوضاعهم من السنة الأخيرة وإلى الآن في التدهور سياسياً، وانعكاسات ذلك صارت تُرى عن بُعد اقتصادياً. ويقول ماجد توبة في الغد الأردنية: القضية لدى أردوغان هي أكبر بكثير من خرق السيادة التركية بطائرة عابرة، بل هي في قلب التدخل الروسي القوي في سورية لموازين القوى على الأرض، وإعادة الروس لترسيم طبيعة المعركة المطلوبة في سورية ومحدداتها، بعيدا عما خططت وعملت عليه تركيا وحلفها، على مدى السنوات القليلة الماضية. وفي الأهرام المصرية، يتهم أحمد النجار الرئيس التركي بإشعال أزمة مع روسيا فى توقيت غبى كليا من زاوية مصلحة بلاده. ويقول النجار: رفعت الأزمة الروسية-التركية الغطاء بشكل واضح عن داعمى الإرهاب. وعلى كل دول المنطقة وشعوب العالم التى ترغب حقيقة فى مكافحة الإرهاب والتطرف الدينى أن تبنى مواقفها بشكل مستقيم فى هذا الشأن. وعليها أن تقف فى الجانب الصحيح الذى لن يكون ضمن صفوفه تركيا الأردوغانية داعمة الإرهاب، أو القوى الإقليمية التى تقدم الغطاء الأيديولوجى الوهابى والقطبى وتقدم التمويل والتسليح لمجموعات الإرهاب مثل داعش وجبهة النصرة وباقى المجموعات الإرهابية. قمة باريس وتصف صحيفة الأهرام المصرية قمة التغير المناخي التي تنطلق اليوم في باريس، والتي سيلقي فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلمة، بأنها ذات أهمية كبرى. صحف مصرية اهتمت بمؤتمر المناخ الذي يمثل فيه الرئيس السيسي إفريقيا وتقول افتتاحية الصحيفة: مايهمنا فى هذا المجال أن مصر تشارك بقوة فى فاعليات هذه القمة، إذ يتولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بتغير المناخ، وينوب فى هذه القمة عن الدول الإفريقية ليعبر عن موقفها الداعم للتوصل إلى اتفاق ملزم حول التغيرات المناخية يراعى حقوق جميع الأطراف ويقوم على مبدأ المسؤولية المشتركة وتباين الأعباء بين الدول المتقدمة والنامية فى التخفيف من حدة التغيرات المناخية والتكيف معها. وتقول افتتاحية صحيفة الجمهورية المصرية: يتحدث الرئيس باسم الدول الأفريقية تعبيراً عن موقف دول القارة وشعوبها المهتمة بالاستقرار والسلام والتقدم والمساواة في رؤية تستهدف التوصل إلي اتفاق ملزم لدول العالم للتصدي لظاهرة التغيرات المناخية وتأثيراتها باعتبارها مسؤولية مشتركة بين الدول المتقدمة والنامية للتخفيف من تداعياتها وحدتها والتكيف مع تطوراتها، بدون تحميل الدول النامية لفاتورة التصدي والإصلاح كما حاولت الدول المتقدمة من قبل بالنسبة لمشكلة الانبعاثات المضرة بالبيئة. وفي صحيفة الأيام الفلسطينية، لا يضع عبد الغني سلامة آمالا كبرى على مخرجات المؤتمر. ويقول: التحدي الأهم الذي ستجابهه القمة هو إلزام الدول الصناعية على اعتماد التقنيات المنخفضة الكربون والحد من التلوث البيئي وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري والتوقف عن اجتثاث الغابات، خاصة وأن اقتصاديات هذه الدول تتحكم بها كبريات الشركات العابرة للقارات، التي تعتمد أرباحها الخيالية على هذه المخالفات، وقد جعلت الكوكب يدمن على استهلاك النفط، مع علمنا أن الولايات المتحدة امتنعت عن التوقيع على اتفاقية كيوتو. يتخوف معلقون من عواقب المناخ في السنوات المقبلة ويتابع: التحدي الثاني هو تقديم الأموال اللازمة لدول العالم الثالث لتمكينه من التكيف (100 مليار سنوياً)، مع كل ما يحمله هذا المسعى من أبعاد اقتصادية واستعمارية. ولا يمكن الشعور بالتفاؤل بقدرة مؤتمر باريس على إحداث الاختراق المطلوب. وفي الشعب الجزائرية، يطالب نورالدين لعراجي بإنشاء منظومة أمنية مناخية تفرض سلطتها القانونية دون تحيز لطرف ويمتثل إليها الجميع. ويتابع الكاتب: لا يمكن لنا الحديث عن اقتصاد وتنمية مستدامة طالما أمننا المناخي مهدد بالتغيرات السلبية، التي قد تكون عواقبها وخيمة على سنوات قادمة تنذر بالكارثة، فأمام تحديات كثيرة وفواعل متعددة، يجب وضع استراتيجية مبنية على احترام الآخر، لا يستقوى فيها العالم المُصنِّع على العالم النامي.
مشاركة :