ارتبط برنامج مسابقات الأطفال «فوازير رمضان»، الذي عرض لعدة سنوات في تلفزيون المدينة المنورة بشهر رمضان، وعلق في أذهان الأجيال كأحد أهم البرامج التثقيفية للأطفال، وبات سمة كموروث ثقافي تسابق المؤلفون والباحثون في التاريخ لرصده، وخصصوا له مؤلفات وأبوابا في إنتاجهم الفكري والثقافي. وبدأت الفوازير التلفزيونية التي كانت تعرض طيلة الشهر الفضيل عام 1396 أي قبل 46 عاماً، واستمرت حتى 1419 عدا سنتي 1417 و1418، حيث تحولت إلى مادة تاريخية أنتجت لها عدة مؤلفات بوصفها من أهم البرامج التثقيفية التي قدمتها وزارة الإعلام، في حين تسابق المؤرخون والباحثون لرصد تلك الحقبة بإنتاجهم المرئي والمسموع والمقروء، باعتباره تراثا مدينيا يجب أن يصل إلى الجيل الجديد بأجمل صورة، وتحوّل المقدمون والمؤلفون وأطفال الأناشيد إلى مشاهير يحكون مذكراتهم «تجربتهم» معه عبر القنوات المختلفة. فيما تساءل كثيرون عن سبب انقطاع مثل هذه البرامج التثقيفية، أرجع عدد من النقاد والمهتمين ببرامج الأطفال والبرامج التثقيفية اختفاء فوازير رمضان إلى عدد من الأسباب، منها أنه من البرامج التقليدية التي انتهت مع الزمن الجميل، وحلت محلها بدائل صرفت المشاهد عنها، خصوصا مع ثورة الإعلام الجديد، حيث وجدت الأسر التي كانت تنتظر الفوازير بشغف، ما يعوضها من البرامج (الملهيات) الجديدة. ورأى آخرون أن الكلفة المادية والإنتاجية ومشقة الإعداد والإخراج للجمهور كانت وراء اختفاء مثل هذه البرامج، ويرى غيرهم أن غياب المعد والمنتج المستعد لتحمل عبء تجهيز الأطفال لمثل هذه البرامج هو السبب. وذهب آخرون إلى أن عدم وجود كاتب نص شعري للأحجية هو السبب، متفقين جميعاً على أن تغير ذائقة الطفل الذي أصبح يتلقى ترفيها من غير شاشات التلفزة في ظل الثورة الإعلامية التي نعيشها اليوم هو السبب الرئيس لاختفاء فوازير الأطفال. أنتجت فوازير الأطفال التلفزيونية جيلا متميزا عرف غالبيته بالإجادة والعلم، وعلى الأخص علوم المقام وفروعه وكيفية توظيفه في الأناشيد وأغاني «أحجية» الفوازير التي كانت تقدم طيلة الشهر الفضيل. وتقول الإعلامية ريم بساطي (إحدى فتيات الفوازير) إنها «خرجت من فوازير رمضان وقد أتقنت الأناشيد والأغاني بالمقامات المختلفة، فكان العاملون في تلفزيون المدينة يحرصون على التنوع في أداء الفوازير اليومية لتصل إلى ذائقة المتلقي، وكانوا يستلمون نصوص الفوازير الشعرية ويلحنونها ويدربون الأطفال على المقامات الموسيقية لاكتشاف أفضل أداء وتقديمه للمشاهد، مما دفعنا لتعلم المقامات الصوتية (الموسيقية) المختلفة ومعرفتها». وأضاف «أنتجت الفوازير جيلا قادرا على الظهور على الشاشات وأداء المقامات الصوتية المختلفة». وتسترجع بساطي ذاكرتها مع فريق التلفزيون الذي كان يبدع لإنتاج الفوازير بشكل يومي طيلة رمضان بداية من كاتب النص الشاعر إلى الملحن للمدربين الذين تتضاعف جهودهم مع الأطفال وهم يدرسونهم المقامات الموسيقية حتى تظهر بالشكل المطلوب. لعب برنامج فوازير رمضان دورا تثقيفيا عرّف بالتاريخ الشفاهي للمملكة، من خلال الأغنية والأنشودة الشعبية، ويقول الناقد الفني فهد الجابري «أغاني الأطفال سبيل لتقديم المعلومات وزرع المثل، وهي وسيلة لتقريب الشعر للأطفال وموسيقاها بالنسبة إلى الأذنين كالصورة للعينين، والطفل من خلال الأناشيد والأغاني يتعلم لغة ذوقية تشحذ تفكيره وتنمي معلوماته. عن سبب تميز الفتيات على الصبيان في «فوازير رمضان» قال الجابري»تتفق جلّ الدراسات على أن أغاني الأطفال أسلوب فني من أساليب تنشئة الطفولة وتربيتهم وتكوين شخصيتهم، والتنظميات التعليمية مطالبة بعدم إغفال الحركة التي يتمتع بها الطفل وإعطاء الكلمة حجمها الصوتي ومكانتها، وتناوب الصوت والنغم والغناء مع الأداء، هو ما تتميز به الإناث عادة على الذكور، كما تشترط البساطة في اللحن بما يكفل تصور المعنى والابتعاد عن الألحان المعقدة، والسلالم والمقامات الصعبة«. مراحل الفوازير 1 - كاتب شعر»الأحجية» 2 - الملحن 3 - منفذ يدرب الطلاب على الأداء الصحيح 4 - اختيار موقع التصوير والعرض 5 - أطفال يجيدون الأداء أسباب غياب فوازير رمضان سلوكيات يتعلمها الطفل من الأغاني العناية بمظهره العام وشؤونه الخاصة اكتساب صفات جيدة مثل الصدق والتعاون والنظام إرساء قواعد الأخلاق الحميدة التعريف بالآداب العامة الحفاظ على كرامة الطفل ومشاعره ملحنون لأناشيد الأطفال في الفوازير محمد النشار أحمد شيخ حميد الطاسان علي جميل عبدالمحسن برزنجي عبدالإله خطيري جميل غانم سعد عوض إبراهيم بخيت أحمد ناغم
مشاركة :