الحمد لله

  • 4/3/2022
  • 00:00
  • 23
  • 0
  • 0
news-picture

الحمد لله أولاً وآخرًا على نعمة الإسلام، والحمد لله على نعمة العافية، والحمد لله على نعمة رفع البلاء وعودة الناس إلى حياتهم الطبيعية، والحمد لله على دولتنا المباركة التي هيّأت لنا كل أسباب السلامة والاحتراز.. من هديه - صلى الله عليه وآله وسلم - الحمد المطلق لربه تبارك وتعالى، والحمد المقيد مع تجدد النعم وارتفاع البلاء، وحق علينا اليوم أن نقول الحمد لله الذي أذهب عن البلاء ورفع عنا آثاره، ذلك البلاء الذي شغل العالم وقلب الموازين فيه رأسًا على عقب؛ توقفت التجارات، وأغلقت المطارات والرحلات، وتفرقت العوائل والتجمعات، وكثرت الوفيات، والأدهى من ذلك كله، التغيب لفترة عن صلوات الجماعات، ورغم قلة تلك الأيام التي أغلقت فيها المساجد، إلا أنها كانت عمراً كاملاً في نظر الآباء والعباد الذين لم يألفوا ولم يتوقعوا يوما الغياب عن الجماعات، ولكن بفضل الله، ثم بالجهود المبذولة من قادة هذه الدولة المباركة لم نحس ولم نشعر بالأثر الحقيقي والذي شعرت واشتكت منه أكثر شعوب العالم، فقد كان التعامل مع الجائحة مرتبًا وسلسلاً وميسرًا بكل التفاصيل، ثم اتخذت إجراءات التباعد في الأماكن العامة والمساجد وغيرها، والتزمت الناس مظهرة للعالم الوعي الثقافي والانضباط النظامي الذي يتمتع به الشعب السعودي ويتميز به، فكنا نلهج بحمد الله والثناء عليه على كل حال، وها نحن اليوم نلهج بالحمد لله والثناء عليه بعد رفع كل إجراءات الاحتراز والمباعدة، وعودة الناس إلى وضعها الطبيعي وخاصة في الحرمين الشريفين اللذين يجتمع فيهما المسلمون من كل البلدان، وفي المساجد والأماكن العامة والشوارع، عادت الحياة إليها كأحسن ما يكون، وخاصة ونحن نعيش أيام رمضان المبارك، الشهر الذي فضله الله بإنزال الوحي فيه، وفرض ركن الصيام فيه، واعتادت الناس على تغيير نمط حياتها فيه إكرامًا له وتقربًا إلى الله بما شرع وأمر. إن المسلم ليأخذ من الحوادث عبرها، ولعله كان في جائحة كورونا امتحان جازته السعودية حكومة وشعبا بنجاح وامتياز، بفضل الله، ثم بفضل ما توصلت له المملكة من حسن الإدارة وتنمية الكادر في كل مجال، الأمني، والعسكري، والطبي، والصناعي والتجاري، فقد رأينا كل هؤلاء جنودا يضحون بحياتهم لأجل حياة الناس وخدمتهم، ولا يكون ذلك إلا نتيجة لتطور وإخلاص في تربية الأجيال على خدمة دينها والإخلاص في العمل لأجل وطنها. ومن ذلك البلاء نأخذ عبرة في استدامة الشكر في الرخاء والعافية، فإن النعم لا تدوم إلا بشكرها، وكما قيل: إذا كنت في نعمةٍ فارعها فإن المعاصي تزيل النعم وحطها بطاعة رب العباد فرب العباد سريع النقم ولقد مرت على المسلمين أحداث ومصائب ربما كانت أعظم وأشد وقعًا من جائحة كورونا، وربما أخذت في الناس مأخذًا مهولاً قد يظنه القارئ أرقامًا مبالغًا فيها، ولكن كانت تلك أقدار الله، ولله في أقداره حكم لا نقدر على الإحاطة بها، وليس لنا إلا الشيء اليسير مما تستنتجه عقولنا المحدودة، فمن تلك الحكم هو معرفة الإنسان حقيقة النعمة التي يعيش فيها، وتربية نفس المؤمن على تجاوز المحن، والاستفادة من تجارب الحياة المؤلمة أحيانا، فلا تقع الأجيال في بلاء مثله إلا كان عندها من طريقة التعامل معه الشيء الكثير موروثًا ومدونًا ومرتبًا، ولا سيما في عصرنا الحديث سيرث الأجيال وطنًا محصنًا ومجهزًا بالعلم، ومبنيًا بأدوات المعرفة، ولذلك كان من استفادتنا مما حصل من بلاء للمسلمين في العصور الأولى طريقة التعامل وحصر البلاء وحجزه، وثقافة البعد عن أماكن وجوده، وهي إرشادية وطريقة نبوية ثبتت بها الأحاديث. فالحمد لله أولاً وآخرًا على نعمة الإسلام، والحمد لله على نعمة العافية، والحمد لله على نعمة رفع البلاء وعودة الناس إلى حياتهم الطبيعية، والحمد لله على دولتنا المباركة التي هيأت لنا كل أسباب السلامة والاحتراز، وعدّت بالشعب إلى بر الأمان.

مشاركة :